الأوراسية من بريجنسكي إلى الكسندر دوغين
قضايا عربية ودولية
2022/04/06
+A
-A
جواد علي كسار
يقدّم المؤرّخ الروسي جورج فيرناوسكي (1887-1973م) التأريخ الروسي بصفته تعاقباً مستمرّاً من الإمبراطوريات، على الأقلّ منذ ثمانية قرون حتى الآن، ويذهب إلى جذرية هذا التوجّه حتى قبل التكوين السلافي للأمة الروسية، إذ يرى في العهد المغولي (1238-1471م) حلقة تأسيسية لهذا النزوع الإمبراطوري، تبلور أكثر وزاد تمركزه في العهد القيصري بمظاهره المختلفة، ولم تبتعد عنه روسيا في العهد الشيوعي والثورة البلشفية (1917-1991م) وها هي روسيا الاتحادية في زمن بوتين، تحثّ الخطى لتكوين شكلها الإمبراطوري الخاص بها، تجارياً مع ذلك النزوع الذي لا يمكن لروسيا أن تعيش كدولة فاعلة من دونه، بحسب أصحاب هذه الرؤية.
الغلاف الإيديولوجي
تتحوّل الإيديولوجيات والمركبات النظرية في نطاق هذه الرؤية، إلى أغلفة وأُطر مرجعية لروسيا الإمبراطورية، يتفاعل معها الجمهور بحسب قوّتها وحيويتها الفكرية؛ وأيضاً على مقدار تبني السلطة لها، لتعكس هذه الإيديولوجيات والنظريات، هوية الإمبراطورية الروسية ونقطة ارتكازها، وغلافها النظري ومرجعيتها الفكرية، وتتحوّل وظيفياً إلى تأمين العمق التأريخي والنفسي والثقافي، الذي يجمع الروس ويوحدهم،ويحشد طاقاتهم ويستقطبها ويسوقها جميعاً، لخدمة ستراتيجيات الدولة الإمبراطورية.
إذا أخذنا القرن الأخير كدالة، فقد شهد تأريخ الدولة الإمبراطورية الروسية، الشيوعية بنسختها الماركسية - اللينينية كعقيدة للدولة والشعب، بعد أن استطاعت هذه العقيدة أن تهمّش بقية الإيديولوجيات وتقصيها من الساحة؛ وما بعد سقوط الاتحاد السوفياتي نمت الليبرالية واندفعت الدولة والشعب صوب القيم الغربية على عهد يلتسين (1991- 1999م)، لكن ما لبثت روسيا أن شهدت موجة عارمة من موجات العودة إلى الذات، فقاطعت الشيوعية والليبرالية معاً، لصالح الأوراسية كعقيدة مستأنفة (ولا أقول جديدة) للدولة بنزوعها الإمبراطوري الجديد، وكهوية للروس، على النحو الذي ازداد ازدهار الأوراسية مع كلّ خطوة ترسّخت فيها سلطة الزعيم فلاديمير بوتين، منذ بداية وجوده في قمة السلطة عام 2000 حتى الآن.
الأوراسية الروسية
تختلف العقيدة الأوراسية في تكييفاتها النظرية اختلافاً جذرياً مع التصوّر الأميركي، على الأقلّ ضمن نسخة زبغنيو بريجنسكي التي عرضنا لمفاصلها، (في القسم الأول من هذا المقال).
المفهوم التأسيسي للأوراسية عند المنظرين الروس، أن أوراسيا لا تنتمي إلى أي حضارة غربية كانت أم شرقية، بل تتفرّد بحضاراتها الخاصة القائمة بنفسها، ومن ثمّ فهي مرجع نفسها وليست جزءًا من الحضارة الأوروبية والغربية بنحوٍ عام، أو أي حضارة أخرى.
والعقيدة الأوراسية بهذا المعنى ضاربة الجذور في الثقافة الروسية، تعود أولى تكييفاتها النظرية إلى القرن التاسع عشر، ثمّ إلى بدايات القرن العشرين مع مدرسة المهاجرين الروس وما يُعرف بالأوراسية التقليدية، قبل أن تشهد منعطفاً حاسماً أواخر القرن الماضي وبدايات القرن الحادي والعشرين، عبر ما بات يُعرف بـ"الأوراسية الجديدة" لاسيّما مع كتابات المعاصر الكسندر دوغين، والقراءة التأويلية لتراث ليف غوميليوف (1912- 1992م) الذي أطلق على نفسه لقب"آخر الأوراسيين".
الأوراسية هي فلسفة كما يصفها دوغين، ومن ثمّ فهي ككلّ فلسفة تدخل في تكوينها مضامين متعدّدة، بدءًا من التأريخ الروسي والجغرافية السياسية، وعلم الاجتماع، والعلاقات الدولية، والدراسات الثقافية، والعلوم السياسية، انتهاءً إلى اللغة ومناهجها المختلفة ولاسيّما التحليل البنيوي.
هذا الخليط التكويني من المعارف والعلوم والمناهج والثقافات، هو ما يفسّر لنا احتشاد عدد غير قليل من العلماء والمفكرين الروس من مختلف الاختصاصات، واصطفافهم وراء التنظير للأوراسية، كفلسفة حياتية وعقيدة روسية جامعة، (أميل شخصياً) إلى تشبيهها بالدين.
من مؤسّسي الأوراسية التأريخية أو التقليدية ورموزها الكبار بحسب دوغين، عالم اللسانيات نيكولاي تروبسكي (1890- 1938م) والعالم الجغرافي والخبير الاقتصادي بوتر سافيتسكي (1895-1965م) ومؤرّخ الثقافة واللاهوتي جورج فلوروفسكي (1893-1979م) والمؤرّخ والجيوسياسي جورج فيرنادسكي (1887-1973م) والقانوني عالم السياسة نيكولاي أليكسييف (1879-1964م) والمؤرّخ الثقافي وعالم اللاهوت ايفان إيلين (1883-1954م).
أضف إلى ذلك أنصار الموجة الأولى من المثقفين والمفكرين الروس المنفيين والمهاجرين، الذين أخرجوا رؤيتهم عن النظرية الأوراسية في نطاق عمل فكري، حمل عنوان "النزوح إلى الشرق" صدر عام 1921م، ولما كان المكان والجغرافيا والجغرافيا السياسية والجيوبوليتيكيا، هي من أركان الأوراسية، فمن الطبيعي أن يدخل في عداد منظري الأوراسية ورموزها الكبرى الكسندر دي سيفيرسكي (1894-1974م) صاحب نظرية "القوّة الجوية مفتاح البقاء"، من دون أن ننسى الإشارة مجدّداً إلى الدور البارز لليف غوميليوف.
الكسندر دوغين
قبل أن نعطي نبذة عن الكسندر دوغين، ونسترسل في عرض الأوراسية كما بلورها هذا الرجل، من الأمانة والمسؤولية معاً أن نشير إلى العمل المهمّ الذي نهض به الأديب والباحث العراقي علي بدر، في ترجمة كتاب دوغين الموسوم "الخلاص من الغرب: الأوراسية.. الحضارات الأرضية مقابل الحضارات البحرية والأطلسية"، فجهد علي بدر هنا لم يقتصر على الترجمة المحضة، بل وضع مقدّمة وافية عن الأوراسية في أبرز معالمها، وزوّدنا بنبذة عن حياة دوغين وسيرته الفكرية، مضافاً إلى جهده العلمي الكبير، في الترجمة لنحو (100) علم من الأعلام الذين ذكرهم دوغين ومروا في الكتاب، وسنحيل في النصوص التي نقتبسها إلى هذه الترجمة.
ولد دوغين عام 1962م ونمت معه تطلعات منفتحة، كان أصحابها يُتهمون فيها بالتحريفية من قبل الرسمية الثقافية والسياسية في الاتحاد السوفياتي. وبالفعل أُعتقل عام 1983م كما يذكر هو، بتهمة المشاركة في أغان صوفية معادية للشيوعية. وانخرط بنشاط مجموعة من المثقفين المهتمين بالتصوّف الأوروبي والشرقي، ضمن "حركة المثقفين المحافظين" في نطاق دائرة يوزينسكي السرية، التي يعود تأسيسها إلى الستينيات من القرن المنصرم.
تأثرت الحياة الفكرية لدوغين بيوري ماملييف (1931-2015م) وبالفيلسوف المعنوي الفرنسي رينه غينو (1886-1951م) الذي أسلم وحمل اسم عبد الحق يحيى، وكذلك بالشاعر الآذربيجاني غيدار جمال (1947-2016م). اتسعت نشاطات دوغين مع الخارج، خاصة مع زيارة نهاية ثمانينيات القرن الماضي إلى أوروبا الغربية ولقائه عددا من المثقفين، ساعدته في ذلك معرفته باللغة، إذ ينقل أنه يجيد التحدّث بتسع لغات (الخلاص من الغرب، ص 16).
بعد انهيار الاتحاد السوفياتي عام 1991م، جمع بين النشاط الفكري والعمل السياسي، ليستقرّ بعد سلسلة من النشاطات السياسية والثقافية والحزبية، على الأوراسية والنظرية الرابعة، فكان من إصداراته: "حرب القارات"، "النظرية السياسية الرابعة"، "بوتين ضدّ بوتين"، "أسس الجغرافيا السياسية"، "الجغرافية السياسية المعاصرة لروسيا"وهكذا إلى أكثر من عشرين كتاباً، وأضعافها من البحوث والمقالات والمحاضرات، وحركة دائبة في الداخل والخارج، حوّلته برأيي إلى داعية نشط. فقد تابعته مثلاً عندما زار إيران مرّات، وهو يتنقل بين طهران وأصفهان وقم ومشهد، ويشارك بحيوية في الأحاديث والندوات، وهكذا كان حاله عندما زار العراق.
فلسفة شاملة
الأوراسية عند دوغين هي فلسفة، وهي رؤية للعالم "تقوم على فلسفة سياسية تجمع بين التقاليد والحداثة". ومع أنها قد تستوعب بعض عناصر ما بعد الحداثة، لكن المجتمع التقليدي هو أولويتها (الأوراسية: ص 30، 107)، من واقع أنها فلسفة، فهي تنطوي ضمنياً على منظور سياسي، ومقاربة للتأريخ، وإمكانية التحوّل إلى إيديولوجيا، ومن ثمّ فهي "تمثل مراجعة أساسية للتأريخ السياسي والإيديولوجي والعرقي والديني للبشرية" (الأوراسية: ص 30، 89).
الأوراسية هي وحدها التي تتجاوب مع المرتكزات الجغرافية للقارة الروسية، ومع الخصائص النفسية لسكانها، وما تمليه من تكوين نمط خاص لقيادتها. ولذلك تكوّنت على مدار التأريخ الإمبراطوري لروسيا، طبقة حاكمة قامت على "أساس الجماعية والزهد والفضيلة الشبيهة بالحرب، والتسلسل الهرمي الصارم" (الأوراسية: ص 47ـ 48). لهذا السبب تحوّلت الأوراسية كظاهرة إيديولوجية وسياسية، إلى واحد من التيارات الرئيسية في الوعي الذاتي الوطني الروسي المزدهر، لما بعد الاتحاد السوفياتي، وغدت فيه فلسفة الوطنية الروسية الجديدة وروحها المعنوية (الأوراسية: ص 53، 62).
ضدّ الغرب والحداثة
شأنها شأن أيّ إيديولوجية لابدّ من أن يكون لها موقفها من الغرب بإفرازاته الثلاثة الكبرى؛ السياسية المتمثلة بالديموقراطية والليبرالية، والاقتصادية المتمثلة بالقطّاع الخاص واقتصاد السوق، وأخيراً الإفراز الفكري المتمثل بالحداثة.
يعطينا دوغين أسوة ببقية أقرانه من المنتمين إلى المدرسة، موقفاً واضحاً للأوراسية ضدّ الغرب والإمبريالية والحداثة معاً. فالأوراسية تقوم على "معاداة الإمبريالية ومعاداة الحداثة" بما ينسجم مع خصوصية روسيا واستقلال بنيتها الثقافية والاجتماعية والحضارية. وحداثة الغرب ليست منتجاً للإنسانية جمعاء كما يتحدّث الغرب، بل هي في مقاس دوغين إمبريالية بطبيعتها: "إن الحداثة التي كانت أيضاً ظاهرة غربية، هي أيضاً نتاج كامل لهذا المكان (الغرب) وهي إمبريالية بطبيعتها". لذلك يقرأ دوغين التأريخ الروسي بوصفه: "كفاح الحضارة الأوراسية ضدّ الغرب، وفي القرون الأخيرة أيضاً على أنه صراع ضدّ الحداثة" (الأوراسية: ص 34).
العالم من حولنا مليء بمراجعات نقدية للغرب حتى في الغرب نفسه، لكنّ الأوراسيين لم يكتفوا بهذا الموقف، فتحوّلوا بحسب دوغين من"نقد الغرب" إلى "رفض الغرب" رفضاً جذرياً شاملاً لأنموذجه الحداثي والسياسي والاقتصادي والثقافي والحضاري (الأوراسية: ص 62).
تقدّم الأوراسية فهماً خاصاً لعلاقة الدولة بالأمة، وصياغة علاقة محدّدة للتأريخ الوطني الروسي، على الأقلّ منذ القرن التاسع الميلادي؛ يقوم على تحقيب خماسي يبدأ بعصر كييف (أوكرانيا الحالية) كمنبثق للوطنية، ومرحلة الغزو المغولي، ثمّ إمبراطورية موسكو، ومن بعدها أسرة آل رومانوف القيصرية، ومرحلة الاتحاد السوفياتي، والمرحلة الحاضرة. الملاحظ أن موقف الأوراسيين يختلف من المرحلة الشيوعية، فمدرسة المهاجرين أدانت العهد البلشفي متهمةً إياه بالتواطؤ مع الغرب، بينما تمنى فريق آخر منهم أن تكون مرحلة انتقالية صوب الإيمان المسيحي والملكية الخاصة، أما دوغين فهو يدين المرحلة الماركسية، وفقاً للنظرية الرابعة التي تفيد باختصار؛ بأن البشرية جرّبت خلال القرن الأخير ثلاثة أنظمة فشلت بأجمعها؛ هي الفاشية بنسختها النازية، ثمّ الليبرالية والماركسية، وقد آن الأوان للأوراسية أن تكون هي العقيدة البديلة، وهي الخيار أو النظرية الرابعة للمجتمع الإنساني.
الأوراسية العالمية
يتحدّث دوغين عن الأوراسية بوصفها رؤية تعدّدية للوجود والحياة والإنسان، ضدّ الأحاديات وفي طليعتها الليبرالية الغربية والماركسية. يقول مثلاً في وصف جذرها الفلسفي: "الأوراسية هي فلسفة منفتحة وغير عقائدية، يمكن إثراؤها بمحتوىً جديد؛ من الدين والاكتشافات الاجتماعية والأنثولوجية والجغرافيا السياسية والاقتصاد والجغرافيا الوطنية والثقافة والبحث الاستراتيجي والسياسي، وما إلى ذلك"، ليستنتج: "لن تكون الأوراسية الروسية، هي نفسها النسخة الفرنسية أو الألمانية أو الإيرانية" (الأوراسية: ص 107، 108).
تأسيساً على ذلك أوجز دوغين المبادئ الأساسية للأوراسية بالتفاضلية، بمعنى تعددية منظومات القيم عالمياً؛ والإقرار بمشروعية التقليد على مستوى المجتمعات والعقائد والثقافات، مقابل تيار الحداثة الجارف؛ وبحقوق الأمم الفقيرة إزاء الشمال الغني؛ وبتنوّع الأعراف مقابل التجانس المفروض الذي يسجن البشرية داخل منشآت اجتماعية مصنّعة؛ وبالعدالة الاجتماعية والتضامن الإنساني مقابل الذلّ والاستغلال. يكتب: "يدافع الأوراسيون عن ضرورة الحفاظ على وجود كلّ الناس على وجه الأرض، والتنوّع المزدهر للثقافات والتقاليد الدينية، وحقّ الشعوب في اختيار مسارها التأريخي للتطوّر بشكل مستقل. كما يرحب الأوراسيون بحوار الثقافات وأنظمة القيم بحماس" (الأوراسية: ص 108، 109).
في هذا الضوء تقف الأوراسية ضدّ العولمة وإقامة النظام العالمي الأطلسي، ويدافع أنصارها عن مبدأ التعددية القطبية، حتى يتكوّن العالم من هياكل حضارية متكاملة، تنتظم بأربعة أحزمة جيواقتصادية، تتقارب من حيث الجغرافيا والثقافة والقيم والحضارة، هي:
1ـ الحزام الأوروبي - الأفريقي، ويشمل ثلاث مناطق كبيرة، هي الاتحاد الأوروبي، وأفريقيا الإسلامية العربية، وأفريقيا السوداء.
2ـ حزام آسيا والمحيط الهادئ، بما في ذلك اليابان ودول جنوب شرق آسيا، والهند الصينية، واستراليا ونيوزيلندا.
3ـ الحزام القاري الأوراسي، الذي يضمّ أربع مناطق كبرى، هي روسيا ومجموعة كومنولث الدول المستقلة التي انفكت عن الاتحاد السوفياتي، ودول الإسلام القاري، والهند والصين.
4ـ الحزام الأميركي الذي يشمل أميركا الشمالية، وأميركا الوسطى وأميركا الجنوبية (الأوراسية: ص 110ـ 111).
الخلاصة
الأوراسية تمثل في روسيا ظاهرة العودة إلى الذات، وهي روح الهوية الوطنية الروسية، وعنصر الاستمرارية للأمة الروسية على مدار قرون، وهي ضمان حيوية وقوّة وديمومة الدولة الروسية، والأخطر من ذلك والأهمّ هو الإطار الإيديولوجي والغطاء الفكري، لضمان روسيا الإمبراطورية في مقابل الغرب، بعد أن فقدت غلاف القيصرية والشيوعية.
ستراتيجياً، هي عنوان عصر بوتين وهي زمنه، على حدّ تعبير وسيم خليل قلعجية، مؤلف كتاب "روسيا الأوراسية: زمن الرئيس فلاديمير بوتين"، وهي بحسب دوغين مفتاح فهم عهد بوتين وحقيقة ما يجري في
روسيا اليوم.
لكنها في المقابل هي إيديولوجية أحادية إقصائية، مثلها مثل "الأمركة" و"الغربنة"، وحالها حال أيّ أصولية عقدية أخرى دينية كانت أم بشرية، لا ترى إلا نفسها وتعد خيارها هو السبيل الوحيد للبشرية.
أضف إلى كثرة ما فيها من اضطراب فكري، وتهافت في المنظومة يصل حدّ التناقض، وقد نعود لتوضيح ذلك مستقبلاً بإذن الله العزيز.