محرر سينما
فاز فيلم "رجل الخشب" للمخرج قتيبة الجنابي، مؤخراً بالجائزة البرونزية لمهرجان أشبيلية للفيلم المستقل، في إسبانيا عن مسابقة الأفلام الروائية، سينما "الصباح"، التقت الجنابي عبر "شبكة الانترنت" وسألته عن قصة الدمية الخشبية الفصيحة؟ فأجاب: "رجل الخشب بالنسبة لي، هو جزء من ثلاثية المنفى التي كنت أعمل عليها، التي ابتدأتها بفيلمي الروائي "الرحيل من بغداد"، وبعدها أخرجت "قصص العابرين" الذي كان روائياً تجريباً، وختمتها بـ "رجل الخشب"
تميزت هذه الأفلام من وجهة نظر مخرجها بكونها طرحت الموضوع نفسه وبطريقة الإنتاج ذاتها، فهو يريدها: "أفلاماً مستقلة، وهذا أعطاني حرية عرضها في محافل سينمائية محلية وعربية عالمية مختلفة، إذ حققت نجاحاً ولاقت استحساناً من النقاد والجمهور، وأنا سعيد بذلك".
وقال صاحب "حياة صامتة": "كنت أفكر أن يكون بطل فيلم "رجل الخشب"، دمية من خشب بحجم الإنسان الطبيعي، لا يتكلم أو يتحرك، لكنه ضاج بمشاعر الاغتراب والحنين، هذا الرجل الخشبي يريد العودة إلى الغابة وطنه الأول، وكان هاجسي، إنجاز فيلم عن الهجرة، لكنها ليست الهجرة التقليدية من الوطن إلى بلدان المنافي، إنما من المنفى إلى الوطن"
يصف الجنابي إخراج فيلمه بأنه مغامرة إبداعية، وأضاف: "ليس سهلا ً تصوير رجل من خشب بلا حركة أو كلام وأن أخلق تعاطف وتفاعل الجمهور معه على مدار زمن الفيلم البالغ 80 دقيقة، لذا التجأت إلى ابتكار أساليب في طريقة التصوير والإنارة وحركة الكاميرا والمونتاج والشريط الصوتي والموسيقي"، وكل هذا لم يكن يحصل لولا تفاني وإبداع فريق العمل، خصوصاً المونتير هيو ويليامز، ومهندسة الصوت رنا عيد، والموسيقي نديم مشلاوي".
حاول قتيبة الجنابي في "رجل الخشب" الجمع بين التجارب العامة والخاصة بطرح أحداث الفيلم الذي تضمن أكثر من رسالة مضمرة، ومعلنة، ويرى فيه "عملا ًفنتازياً حكايته مسرودة بأسلوب بوليسي مثير، وينتمي إلى سينما المؤلف، ففيلمي طرح فكرة معاكسة للهروب من الأوطان، واستبدالها بحلم العودة إليها، وبالتالي هنالك شخصيات أخرى تلتقي مع رجل الخشب وتشاركه الخوف والاقتراب والحذر، المفارقة في رجل الخشب أنه دخل بيتاً اعتقده آمناً وحانياً، لكنه تحول إلى سجن له.
عانى الجنابي كثيراً من الحصول على منتجين لمشروعه الفنطازي، لذا قرر أن ينتجه بنفسه، وقال: في بداية المغامرة كنت أتوقع من الصعوبة أن أقنع المنتجين وشركات التمويل بدعم الفيلم لأن البطل الرئيس من خشب لا يتحرك، او يتكلم، لذا قررت أن أنتجه بنفسي، لكني بعد الانتهاء من التصوير حصلت على دعم من وزارة الثقافة والسياحة والآثار العراقية، بينما تولت مهام توزيعه في العالم العربي شركة "ماد سلوشينز"، وكان الفيلم قد فاز بجائزة لجنة تحكيم مهرجان القاهرة ودعم من مؤسسة الدوحة للأفلام.
حدثنا صاحب "قصص العابرين" عن فيلمه الجديد "شتاء داود"، وقال: "أعمل حالياً على أكثر من مشروع سينمائي، ولكن الأهم عندي، هو مشروعي السينمائي الطويل (شتاء داود )، إذ أكملت الاستعدادات التي تخص السيناريو، وشرعت بالبحث عن الترتيب لتهيئة مواقع التصوير والبحث عن ممثلين عراقيين بالتعاون مع المنتج العراقي علي رحيم الذي أسهم معي في المراحل الأخيرة من فيلم "رجل الخشب".
ولد قتيبة الجنابي في بغداد، ودرس التصوير الفوتوغرافي السينمائي في بودابست بالمجر، وعمل في العديد من الأعمال التلفزيونية، ومصوراً سينمائياً في الأفلام الروائية، وأخرج الجنابي وأنتج أفلاماً قصيرة ووثائقية، أبرزها: "القطار"، و "أرض الخراب"، و"الرجل الذي لا يهدأ أبداً"، وله أفلام روائية شكلت حضوراً في المهرجانات والمحافل السينمائية على شاكلة "الرحيل من بغداد" الفائز بجائزة مهرجان دبي الأولى، و "قصص العابرين" الذي جرى تصوير أحداثه على مدار 30عاماً، وشارك في العديد من المهرجانات وحقق حضوراً لافتاً.