بغداد: هدى العزاوي
دعا خبراء ومختصون في الشأن الأمني إلى ضرورة تفعيل دور القوة الجوية في مطاردة بقايا وشراذم عصابات "داعش" الإرهابية، وبينوا أن العمليات البرية واسعة النطاق في الظرف الحالي لا تأتي بثمار ونتائج فعّالة تتناسب مع حجم القوات المنفذة لتلك العمليات، وأنها بمثابة استهلاك للجهد البشري العسكري والتقني من دون تأثير قوي ضد العناصر الإرهابية التي تتحرك في المناطق الساخنة.
وقال مدير المركز الستراتيجي لمكافحة الإرهاب اللواء المتقاعد الدكتور عماد علو في حديث لـ"الصباح": إن "العمليات الخاصة والإنزالات المفاجئة باستخدام القوة الجوية وتفعيل الجهد الاستخباري ووضع الكمائن المدبرة والليلية هو الأسلوب الأنجح بالنسبة لحرب العصابات"، وبين أن "ما يجري من إرسال تشكيلات بمستوى ألوية وفرق تنفتح وتتحرك على الطريق العام وتكون محط نظر للجميع وتكون هناك توقعات لتوجهاتهم، وبالتالي تسرب هذه المعلومات إلى عناصر (داعش)، فلا تحقق العملية هدفها ونتائجها المرجوة"، معرباً عن أسفه بشأن تكرار هذا التكتيك العسكري غير الفعّال.
من جانبه، أوضح الخبير في الشأن الأمني الدكتور أحمد الشريفي في حديث لـ"الصباح": أنه "في الفترة التي كان بها التنظيم الإرهابي يشكل تهديداً عسكرياً كنا بحاجة إلى العمليات العسكرية المباشرة على اعتبار أن خط الاشتباك مباشر، والتنظيم كان شاخصاً"، ولفت إلى أنه "كان بالإمكان في تلك الظروف إجراء عمليات العزل والتطويق والمحاصرة، وبالتالي كنا نحتاج إلى العمليات البرية والوفرة العددية للمقاتلين".
وأشار إلى أن "إحدى سمات فلسفة إدارة معارك الجماعات الجوالة أنها مرنة وبإمكانها التحرك ومغادرة الموضع بشكل سريع جداً، فلا تعود هناك جدوى للمطاردة البرية"، وأضاف "يجب أن يكون هناك في هذه الأحوال ما يطلق عليه بالمطاردة الجوية، لأن من خلالها يصار إلى رصد واستمكان نشاطات التنظيم الإرهابي عبر الجهد الاستخباري فلا يستطيع أن يناور ضمن أطر الحرب السرية ويصبح مكشوفاً من الجو"، وبين أن "العمليات بهذه الحالة ستنفذ عبر طائرة (إف 16) والتي تتراوح سرعتها مابين 900 إلى 950 كيلو مترا في الساعة وبالتالي يتحقق عنصر المباغتة ويفقد التنظيم الإرهابي مرونة التحرك بالميدان بخلاف العمليات البرية".
وأكد الشريفي "أننا بحاجة إلى العمليات الجوية والبرية لمواجهة وتدمير الدعم اللوجستي للتنظيم الإرهابي وتدمير ما يطلق عليه بـ(الملاذات والمضافات) أو (الأوكار) وما يصطلح عليه في العرف العسكري بالمناطق غير الممسوكة عسكرياً وغير المنظورة أمنياً"، وتابع: "لا بأس من العمليات البرية على أن يكون الاعتماد في استهداف التنظيم من خلال العمليات الجوية".
تحرير: محمد الأنصاري