طهران: وكالات
نشر موقع البي بي سي، تقريراً مثيراً ولافتاً عن أزمة المخرج الإيراني أصغر فرهادي، واستدعاء المحكمة له بناء على دعوة تشهير رفعها صاحب "الكل يعلم" على إحدى طالباته، إثر ادعائها بأنه سرق فكرة فيلم وثائقي أخرجته، ولأهمية الموضوع تعيد صفحة سينما نشره
استدعى القضاء الإيراني المخرج أصغر فرهادي، الفائز بجائزة الأوسكار، للمثول أمام المحكمة بتهمة "السرقة الفنية".
وكانت آزاده مسيح زاده، طالبة فرهادي السابقة، قد اتهمت المخرج بسرقة فكرة فيلمه الأخير "بطل" من فيلمها الوثائقي "كل الفائزين، كل الخاسرين"
ونفى فرهادي الادعاء وقال إنه توصل إلى قصة الفيلم بناء على بحث مستقل.
وفاز فرهادي بجائزة أوسكار أفضل فيلم دولي مرتين، عن فيلم "انفصال" عام 2012، و"البائع" عام 2017.
كما فاز فيلمه "بطل" بالجائزة الكبرى في مهرجان كان السينمائي العام الماضي، لكنه غاب عن الترشيح للفوز بجائزة الأوسكار.
ويحكي الفيلم قصة رحيم، الذي يجسد شخصيته الممثل أمير جديدي، وهو أب لطفل صغير انفصل عن زوجته ويقضي عقوبة السجن في إيران بسبب عجزه عن سداد الديون، وخلال إطلاق سراح مؤقت لمدة يومين، أشادت به السلطات ووسائل الإعلام لإعادته حقيبة يد مليئة بالعملات الذهبية إلى صاحبتها، بيد أن الشكوك سرعان ما أثيرت حوله.
وكان فرهادي قد صرح، في كانون الثاني الماضي، خلال لقاء في برنامج "توكينج موفيز" لبي بي سي: "صعب حقاً بالنسبة لي أن أحاول تذكر ما هو أصل الفكرة، وما الذي أثار هذه القصة، العديد من هذه القصص تتطور في عقلك دون وعي، وتبدأ بالتشكل تدريجياً، حتى يتنامى الدافع لصياغة سيناريو".
وأضاف: "ربما يعود ذلك إلى 12 أو 15 عاماً، عندما كنت أجمع الصحف المحلية وأعمل مع طلابي للتحقيق في مثل هذه الأنواع من القصص".
وعلى الرغم من ذلك اتهمته مسيح زاده بسرقة قصة فيلمها الوثائقي "كل الفائزين، كل الخاسرين"، والتي بحثت عن فكرته خلال ورشة عمل وثائقية كان المخرج يحاضر فيها عام 2014، وعُرض في مهرجان سينمائي إيراني عام 2018.
وقالت مسيح زاده، الاثنين الماضي لصحيفة "هوليوود ريبورتر" إن محكمة في طهران رفضت دعوى التشهير، وحكمت بعدم وجود أدلة كافية لدعم ادعاء فرهادي.
وأضافت أنها تشعر بـ "ارتياح" للحكم، لكنها قالت: "لست سعيدة لأنني كنت أحترم السيد فرهادي كثيراً بصفته أستاذي"، مضيفة: "أعتقد أحياناً أنه ما كان يجب أن أتحدث بصراحة في المقام الأول".
كما تبين للمحكمة وجود أدلة كافية لإصدار أمر باستدعاء فرهادي للرد على ادعاء انتهاك حقوق التأليف والنشر..
وقال محامي المخرج، كاوه راد، في منشور على إنستغرام: إن القضية ستخضع لإعادة نظر الآن أمام محكمة جنائية، وربما محكمة استئناف.
وشدد على أن "هذا الاستدعاء ليس الحكم النهائي للمحكمة ولكنه جزء من إجراءات الدعوى القضائية".
وأضاف راد أن المحكمة رفضت دعوى مسيح زاده للحصول على نسبة من عائدات الفيلم، وكذلك دعوى تشهير رفعها سجين سابق قال إن القصة مستوحاة من حياته.