بغداد : مهند عبد الوهاب
كثّف الإطار التنسيقي جولاته المكوكية التي يجريها بين الكتل والقوى السياسية من أجل بحث ومناقشة مبادرته التي طرحها لحل الأزمة القائمة، وأعلن أنه غير معني بالمهل الزمنية التي حددها الآخرون في إشارة للموعد والمهلة التي ذكرها زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر المحددة في 9 شوال المقبل بعد نهاية عيد الفطر المبارك.
وقال المحلل السياسي عدنان السراج: إن "الإطار التنسيقي لديه مبادرة أخذت تتوسع شيئاً فشيئاً، وهناك توجه لزيارة القوى السياسية الكردية والسنية وفتح حوارات مكثفة مع التيار الصدري".
وأضاف السراج في حديث لـ"الصباح"، أن "الحوارات بين الإطار التنسيقي والتيار الصدري متقطعة، والتواصل لحلحلة الوضع العام يحتاج إلى وقت وإلى طرح العديد من التساؤلات التي يمكن أن يبديها التيار الصدري بشأن مبادرة الإطار، ولم يتسلم الأخير حتى الآن أي تصورات بشأن مشاركة التيار الصدري من عدمها في المبادرة أو المبادئ العامة التي سيستند عليها التيار في تفاهماته المستقبلية".
وبين أن "هناك حوارات جانبية وفردية، لكن القوى السياسية على علم بمبادرة الإطار وقد أخذت طريقها بالشكل الصحيح وتدرس بشكل متصل"، موضحاً أن "الإطار يريد أن يثبت أقدامه في العملية السياسية من خلال التواصل المستمر وإصدار البيانات والانفتاح على القوى السياسية الأخرى والمستقلة بالذات وتوسيع قاعدة نشاطاته".
وأشار إلى أن "هناك حالة من الإرباك داخل التحالف الثلاثي من حيث التفاوت في التعاطي مع مبادرة الإطار، وكذلك مبادرة السيد عمار الحكيم التي هي جزء من النشاطات التي تدفع وتوضح مبادرة الإطار لتتسع في فهم مجرياتها وبنودها ومحاورها الخمسة للوصول إلى المشتركات الحقيقية".
وأوضح السراج أن "الأمور تجري لغاية الآن بشكل خفي تحت الطاولة، وهناك حوارات جيدة ومهمة لقادة الإطار مع القوى السياسية الأخرى، وستشهد الأيام المقبلة زيارات وجولات مكوكية إلى إقليم كردستان وكذلك زيارات وفود كردية إلى بغداد"، مبيناً أن "هناك انفتاحاً سنياً عبر حوارات تجري داخل تحالف السيادة بعد العديد من اعتراضات قيادات سنية على طبيعة التحالفات ونتائجها، وأيضاً الخلافات التي يمكن أن تعصف بواقع المكون السياسي السني وقد تؤدي إلى بلورة رأي جديد بين القوى السياسية السنية لاتخاذ موقف حيال جلسة مجلس النواب المقبلة لاختيار رئيس الجمهورية". وأضاف أن "القوى الكردية الرئيسة أيضاً وصلت إلى قناعات بأن الخلافات بشأن مرشحي الديمقراطي والاتحاد الوطني لمنصب رئيس الجمهورية يمكن أن يجري حلها بتقديم طرف ومرشح توافقي يستطيع أن يحقق التوازن بالعلاقات الكردية- الكردية ولابد أن تصل القوى الكردية إلى اتفاقات محددة لتقسيم الأدوار في إدارة الإقليم ورئاسة الجمهورية في بغداد".
بدوره، رأي المحلل السياسي غالب الدعمي أن "الإطار التنسيقي قدم مبادرات عديدة، وأن مبادرته الأخيرة لن تحظى بقبول التيار الصدري ورفض تسلمها من الإطار إلى مابعد موعد التاسع من شهر شوال المقبل، وفي ذلك الوقت سيبدأ التيار الصدري بالرفض أو قبول الأفكار التي تطرح عليه من قبل الإطار التنسيقي". وأضاف الدعمي في حديثه لـ"الصباح"، أن "التيار الصدري واضح جداً، وقد أعطى للإطار التنسيقي المجال للتفاوض مع الجهات الأخرى لتشكيل حكومة بعيداً عن التيار الصدري، بمعنى أنه إذا استطاع الإطار أن يشكل حكومة وبالتفاوض مع شركاء التيار الصدري"، وتابع: "لكن يبدو أن الإطار لن يتمكن من تشكيل الحكومة"."وأوضح أن "هناك أفكاراً جديدة بدأت تتبلور من جهات سياسية أخرى كالمستقلين أو بعض النواب الذين أعلنوا انتماءهم إلى جهات سياسية وأكدوا ضرورة تشكيل حكومة وعدم ترك العراق في مهب الريح". وتابع أن "التحالف الثلاثي ماضٍ في إقرار الموازنة، وبالتالي ستعد أولى الجهات المتضررة من ذلك هو الإطار التنسيقي تحديداً"، مرجحاً أن "تطرح مبادرة أقوى من التي قدمها الإطار التنسيقي فيها تناغم إلى حد ما مع ما يطرحه التيار الصدري، ويمكن أن تكون لهذه المبادرة التي يتحدث عنها بعض قادة الإطار آفاق حل لما يجري في العراق"، وأوضح أن بعض القادة يصرحون عن مبادرة جديدة ناجحة لترتيب الأوضاع مع التيار الصدري وتكوين ائتلاف شيعي موحد يشكل الحكومة المقبلة، كما يقال أن بعض أطراف الإطار التنسيقي لن تشترك في الحكومة المقبلة، ولكن كائتلاف يذهبون إلى البرلمان لتشكيل الحكومة ككتلة أكبر"، متسائلاً: "ولكن هل يقبل التيار الصدري بذلك، ننتظر بعد نهاية المدة المحددة بالرفض أو القبول". وكان الإطار التنسيقي، أصدر بياناً مساء أمس الأول الاثنين، بشأن الانسداد السياسي الحاصل في البلاد، مشيراً إلى أن تحديد مدد زمنية لا ينتج سوى إطالة أمد الانسداد السياسي، وأن "الإطار لم يسعَ ولم يطلب الانفراد بالسلطة ولم يعمل على إبعاد الاخرين، بل كان حريصاً على التعاون معهم، وبالتالي فإن الإطار غير معني مطلقاً بتحديد مديات زمنية"، في إشارة إلى المهلة التي حددها زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر.
تحرير: محمد الأنصاري