قط الاتحاد والمدرب الفأر

الرياضة 2022/04/14
...

علي الباوي
ها قد عدنا إلى نقطة الصفر وأخذ السيناريو نفسه يتكرَّر فالاتحاد اليوم مقتنع أكثر من أيِّ وقتٍ آخر أنَّ المدرب الأجنبي هو الحلّ .
نحن أيضاً نرى أنَّ المدرب الأجنبي هو الحلّ الأمثل ونستند في هذا إلى سجلات المنتخب الوطني لكرة القدم وكيف أنَّ المدرسة البرازيلية جعلتنا نتأهل إلى كأس العالم 1986 وكانت الأولى والأخيرة لنا، وقد تقلبت الكرة العراقية بين مدارس عدة منها لاتينية ومنها من شرق أوروبا، لعلَّ أبرز من مرَّ على تدريب منتخباتنا هم الصربي بيتروفيتش الذي لم يجد الفرصة الكافية لمواصلة مشواره لأسباب إدارية، ومن ثم النرويجي أولسن وسيدكا اللذان عانيا الظروف نفسها، ثم زيكو الذي أجبره سوء التخطيط وعدم الإيفاء بالوعود المالية على ترك المنتخب. والمبعد السلوفيني كاتانيتش وصولاً إلى الهولندي أدفوكات الذي أطلق بمعية مساعده المونتنيغري بيتروفيتش رصاصة الرحمة على الجيل الحالي. 
إذا أحصينا كلَّ نتائجنا سنجد أنَّ المدرب المحلي نجح معنا في أوقات محددة مثل الخالد عمو بابا وغيره من المحليين، ولكن لم تكن هذه النتائج تخرج من المستوى الإقليمي يوم كانت الكرة العربية وبالتحديد الخليجية منها متخلفة جداً عن السياق العربي والعالمي، ومن الطبيعي أن يحقق العراق بمدربه المحلي انتصاراً على هذه المنتخبات، ولكن عندما أتينا بالمدربين البرازيليين فهؤلاء صنعوا لنا فريقاً جيداً وحققنا الكثير من النتائج وتسيَّدنا المنطقة العربية والخليجية، وتمكنوا من قيادة منتخبنا إلى كأس العالم في المكسيك 1986، ومن ثم التتويج بلقب كأس آسيا عام 2007.
التفكير بالمدرب الأجنبي مسألة في غاية الأهمية ولكن علينا ألا نُعيد التجربة الأخيرة التي حصلت لنا في تصفيات مونديال قطر.
يجب أن يأخذ المدرب الأجنبي وقته في بناء منتخبنا الكروي، علينا تحديد الهدف أولاً، وثانياً علينا تطوير كرتنا بالشكل الذي يجعلها كرة عصرية ومتطورة لا أن نأتي بهذا اللاعب أو ذاك ونشكل منتخباً وفق أمزجة تؤمن بالسرعة وتتدارك الإحراج.
بناء منتخب قادر على أن ينافس سواء في منطقتنا الإقليمية أو الآسيوية هو أمر في غاية الأهمية وعلينا أن ننظر إليه بجدية أكبر.
الاتحاد مدعو هذه المرّة إلى اتخاذ قرار حاسم وستراتيجي يبني به المنتخب الوطني لكرة القدم.
ونرى أنَّ الاعتماد على المدرسة البرازيلية هو أمر يستحق الدراسة والنظر على أن يتمَّ التعاقد مع مدرب يمتلك مواصفات تجمع بين الخبرة وروح الشباب وتمنح له جميع الصلاحيات وتحدد له فترة بناء تتجاوز الخمس أو العشر سنوات لأنَّ عامل الزمن جداً مهم في تنشئة المنتخب، وبالإمكان أن يبدأ هذا المدرب مع الناشئة ويتصاعد إلى الشباب والأولمبي ومن ثم إلى المنتخب الوطني، هذا المعيار هو الوحيد المتاح لإنقاذ الكرة العراقية.