معطف أجنبي

الرياضة 2022/04/17
...

كاظم الطائي
يُناقش اتحاد الكرة ولجانه الفنية والاستشارية في الأسبوع الحالي ملفات العديد من المدربين الأجانب لتولي مهمة تدريب منتخبنا الوطني للسنوات الأربع المقبلة والشروع من الآن بالاعداد للتصفيات المونديالية لعام 2026 وسط أخبار عن تخصيص 3 مليارات دينار سنويا لهذا التكليف .
مهمات عسيرة تنتظر كرتنا محليا ودوليا وهي تتطلع للخروج من عنق الزجاجة كما في كل مشاركة في التصفيات الاسيوية المؤهلة إلى المونديال والأسباب مشرعة للتداول وكنا قاب قوسين أو أدنى لبلوغ مرحلة الملحق وجاءت الصحوة متأخرة في آخر المطاف تحت إشراف ملاك محلي كسب 4 نقاط من مباراتين في حين عجز الطاقم الأجنبي من نيل سوى 5 نقاط من 8 لقاءات .
نحن مع الملاك الفني الأجنبي الذي يعرف أدواته جيدا من اللاعبين وطواقمه المساعدة ويختار الأنسب لتمثيل المنتخب من دون وصاية من أحد ويضع أصبعه على أهم الاخطاء الفردية والجماعية مبكرا لتصحيح المسار قبل خوض غمار المشاركات الدولية ولا يعتمد على تشخيص الاخرين في اعلان تشكيلته الخالية من المجاملات والاختيارات العشوائية . مدربون بالمراسلة اعتادوا على إداراتهم الفنية لمنتخباتنا في مراحل سابقة من مقرات خارج البلاد وغابوا عن تواجدهم في قلب الحدث وتركوا أمرهم لمساعدين لم تثمر نصائحهم وحساباتهم عن جدوى فنية تتناسب وطبيعة التعاقد معهم في الاشراف على كرتنا أسوة بتجارب أخرى هنا وهناك وبقيت فجوات واضحة لم يتم ردمها في قضية الزام المدرب الاجنبي باشرافه على المنتخب في عقر دارنا وليس المشورة الفنية خارج السياقات المعهودة .
لو أحصينا عدد المدربين الأجانب الذين أوكلنا لهم مهمة قيادة منتخباتنا في العقدين المنصرمين لكان الرقم مثيرا وما خصص من مبالغ يعد كبيرا لم نجن منها ما ينفع اللعبة ونتائجه الفنية لم ترتق الى المساحة المطلوبة التي كسبنا فيها أجيالا من اللاعبين بعهد اخرين بأقل الأثمان ولنا بتجربة يولا تالاكي الهنغاري في تصفيات العام 1973 المؤهلة لمونديال المانيا 1974 التي أقيمت في استراليا والأمم الاسيوية في العام 2007 بقيادة البرازيلي جورفان فييرا بعقد لم يتجاوز 60 الف دولار مع مساعده سواريز لشهرين حصد فيها منتخبنا لقب أكبر قارة ووصافة غرب اسيا مثالا على التميز. تجربة ناجحة أخرى تحتفظ بها سجلات كرتنا في العام 1975 وتواصلت لعامين مع المدرب الاسكتلندي داني ماكلنن الذي اعتاد مع مساعده الراحل عموبابا على زيارة الملاعب الشعبية واختيار لاعبين مواهب دون أن يترك الأمر لغيره في هذا الجانب وشهدنا تواجد الاسكتلندي في ملاعب مدينة الصدر للوقوف على أدواته الفنية المطلوبة ليبني منتخبا يشار له بالبنان أرعب الفرق في خليجي الدوحة 1976 وحقق نتائج مثيرة ومستويات فنية متطورة بأقل ثمن . الأسماء الكبيرة ليس وحدها من تصنع الفارق ما لم تجد أرضية مناسبة للعمل بدءاً من شكل دوري اللعبة الذي يرنو للاختزال في الموسم المقبل وطريقة اختيار اللاعبين لارتداء قميص الوطن بلا محاباة او توصيات مسبقة والبقاء للأصلح بعد ان عرف القاصي والداني ما تعانيه كرتنا من غياب المواهب التهديفية وصناعة اللعب وضعف بعض المراكز .