بغداد: مآب عامر
لجأت ميسون علوان، 59عاماً، في الآونة الأخيرة إلى إعادة تدوير طقم أثاث غرفة الجلوس الذي كانت تود شقيقتها رميه مع بقية الحاجيات والأدوات المهملة في منزلها قبل أن تسافر لتركيا وتستقر هناك.
نقلت علوان طقم الأثاث لباحة منزلها الخارجية بعدما اتصلت بنجار يتواجد محله في منطقتها واتفقت معه على إعادة تصنيع الطقم من جديد، ولكن بمواصفات وألوان مختلفة عن السابق، وشرع النجار بالعمل وسلمها الطقم خلال فترة وجيزة، كما تقول: «كنت بحاجة لطقم أثاث جديد، ولكن بسبب غلاء الأسعار لم أتمكن من الشراء».
فكرة استغلال القديم من الأثاث وإعادة تدويره لم تكن جديدة، وتضيف علوان، إننا «كنا في السابق، وتحديداً خلال الأزمات المادية نحاول الاستفادة من الأشياء القديمة المهملة بأقل التكاليف ونعيد تصنيعها مع بعض التغييرات».
ويتعين على الكثير التفكير سريعاً لإيجاد البدائل المناسبة في الأزمات الاقتصادية، وخاصة بعد انتشار وباء كورونا وتأزم الأوضاع المادية، فقصة ابتسام كاظم لا تختلف كثيراً، إذ باتت تحقق دخلاً مناسباً من تحويل الثياب ذات التقليعات القديمة إلى حديثة.
ابتسام، 42 عاماً، هي خياطة كان تدير محلاً خاصاً بخياطة الثياب منذ 10 أعوام، ولكن بعد ارتفاع قيمة صرف الدولار الأميركي مقابل الدينار العراقي وارتفاع الأسعار اضطرت للعمل من غرفة بمنزلها.
تقول إن «ارتفاع الأسعار وقلة فرص العمل وتزايد البطالة دفع بكثير من العراقيين إلى العزوف عن خياطة الثياب الجديدة كالسابق، الأمر الذي دفع بعضهم للاستفادة من أقمشة ثيابهم القديمة أو تلك التي تغيرت تقليعاتها وإعادة تصنيعها واظهارها بشكل جديد».
وبينما يحاول البعض الاستفادة من كل شيء قديم كالثياب والأدوات المنزلية والأثاث، عبر إعادة تصنيعه وتدويره لعدم قدرتهم على توفير تكاليف الحديث منه، يقضي غيرهم معظم أوقاتهم في إطلاق مبادرات وحملات أسوة بنشطاء العالم ومشاهيره في الفن وتصميم الأزياء غاية في تحسين البيئة والفائدة الاقتصادية والتجديد والمتعة.
وتحاول منى علي، 33عاماً، وهي ربة بيت أن تشغل نفسها دوماً بإعادة تدوير الأشياء المهملة، مثل العلب البلاستيكية الفارغة وتحويلها إلى سنادين للورد والنباتات التي تزين أركان منزلها ونوافذه، كما وتحرص على تحويل أقمشة العديد من قطع الثياب الملونة إلى حقائب نسائية، ومفارش للأثاث، وكذلك الحال مع اكسسوارات الزينة التي بدأت تقليعتها تتجه نحو الأقراط والقلائد المصنوعة من قطع الأقمشة كالجينز وغيره.
وتمتلئ منصات التواصل الاجتماعي بالكثير من الصفحات التي تضم العديد من الصور التوضيحية والفيديوهات لكيفية إعادة تدوير الأشياء والاستفادة منها، كما تقول علي، إنها «طريقة اقتصادية ومسلية في الوقت نفسه».