كورونا والخبز والبنزين

الصفحة الاخيرة 2022/04/18
...

عبد الهادي مهودر
ثلاثة تطورات في الأسابيع الأخيرة نضع أمامها علامات سؤال، الأول عن جائحة كورونا، والثاني عن رغيف الخبز والثالث عن محطات الوقود الأهلية، فقد غطت أحداث أوكرانيا على جائحة كورونا على الرغم من أن  القضية لا علاقة لها بالتغطيات الإخبارية وإنما بجائحة مات بسببها الملايين من بني البشر، ولا يمكن لعملية عسكرية كما يسميها الروس أو لغزو عسكري كما يسميه العالم أن يجعل من الجائحة خبراً أقل أهمية وخطورة، فلم نعد نسمع أحاديث وتحذيرات وارشادات عن لقاح وتباعد وكمامات ولا إحصائيات تجذب الانتباه، ليس في العراق وإنما في كل العالم، لا الدول ولا منظمة الصحة العالمية أعلنت انتهاء المعركة مع كورونا وتحقيق الانتصار النهائي وبقيت النهايات سائبة في حرب كورونا وعاد الاختلاط والتلامس والعناق والعطاس والحمد لله، ولا ندري أين أصبحت كورونا؟!
والقضية الثانية تتعلق برغيف الخبز، فكل المؤشرات صعوداً ونزولاً أقل تعبيراً من رغيف الخبز حين يصغر ويخف وزنه ويقل عدده فهو المقياس المثير للقلق، وعلى الرغم من الإجراءات العاجلة لتفادي حصول أزمة إلا أن وجه الرغيف تغيّر ولم يعد إلى ما كان عليه قبل شهرين أو ثلاثة ويمكن لمس هذا التغيير في الوزن والحجم لمس اليد و (شوف العين) في المخابز التجارية، ويكاد الرغيف العراقي اليوم يقترب من شكله ووزنه في دولة عربية مجاورة يباع فيها الرغيف بالميزان، وقد حمدت الله ألف مرة على خبز أمي وخبز العراقيات وأنا أشاهد البائع العربي يقتطع كسرة من الخبز  ليعادل كفتي الميزان، وإذا قضت وزارة التجارة على أزمة الطحين فلماذا لا يعود رغيف الخبز إلى وزنه وسعره السابقين؟!
وبسرعة احتراق البنزين اشتعلت أزمة غير متوقعة في الأسبوع الماضي واكتظت محطات تعبئة الوقود بالسيارات وألقي باللائمة على أصحاب المحطات الأهلية الذين أغلقوها لإجبار وزارة النفط على التراجع عن قرار بيعهم البنزين دون هدية مجانية قيمتها (ألف لتر)، والسؤال هو إذا كانت الخصخصة في هذا المجال قد أدت إلى أزمة كان يمكن أن تتفاقم، فهل دقت هذه الأزمة العابرة ناقوس الخطر عن احتمال تكرارها مستقبلاً ليس في وزارة النفط فقط وإنما في جميع المجالات والاحتياجات اليومية الماسة، مثلا: ماذا لو أوقف جميع أصحاب المولدات الأهلية عملهم لأسباب مشابهة وفي عز الصيف وعز النوم؟ أليس على الدولة ألا تسلّم رقبتها لأحد يصغّر (الشنگة) ويخلق أزمة ويعطس ولا يحمد ربه؟.