المهم أن لا تبقى صامتاً

الرياضة 2022/04/19
...

خالد جاسم
 
هُناك تصور خاطئ لدى البعض من العاملين في وسطنا الرياضي وتحديدا لدى نخبة المسؤولين وأصحاب العناوين والمواقع وهو تصور قائم على الإحساس بأن مهمة الصحفي والإعلامي الرياضي يجب أن تستند إلى كيل المديح والإشادة بكل خطوة عمل أو قرار يتخذه هؤلاء المسؤولون أو أصحاب القرار وأن يقتصر دور الصحفي على تسليط الأضواء على الجوانب المشرقة ونقل الحالات الإيجابية في ميادين عملهم فقط وليس أن يضع الاعلامي نصب عينيه النصف الآخر من مسؤوليته المهنية وحسه الوطني ويقظة ضميره عندما يبرز الجوانب السلبية ويضع حالات الاخفاق والمناظر المؤذية في الرياضة .ليس من باب الاستهداف لهذا المسؤول أو تصيد أخطاء تلك الجهة الرياضية بل من أجل تبصير ولفت أنظار من يعنيهم الأمر على ما يجري في مؤسساتهم وجهاتهم الرياضية من ممارسات خاطئة أو ما يحدث من سلبيات من الواجب أن يشعر المسؤول أو القائد الرياضي خلالها بالحرص والتفاني من أجل تجاوز مواطن الخلل ونقاط السلب وليس أن تأخذه العزة بالإثم فيعتقد واهما أن توجيه النقد إليه أو الى أي مفصل آخر تحت عهدته انه استهداف له أو جزء من مؤامرة أو أمر دبر بليل ضد مؤسسته أو اتحاده أو ناديه. 
وعلى الرغم من حرص وإصرار الإعلام الرياضي في ممارسة مسؤوليته المهنية في تشخيص السلبيات ورصد مواقع الخلل أينما كانت في الجسد الرياضي العراقي إلا أن استجابة العديد من المسؤولين وعلى اختلاف مواقعهم لم ترتق إلى مستوى المسؤولية نتيجة ضعف ايمانهم بما يكتب أو نتيجة التسويف والتجاهل للحقائق مهما كان حجمها السلبي ونوعها الموجع متناسين أن التغافل والسكوت عن الأخطاء وعدم معالجتها يؤدي في النهاية الى إلحاق الأضرار البالغة بالرياضة عموما والمواقع التي يديرونها وهم مسؤولون عنها بشكل خاص . ولتتضح من خلال هذه المقاربة ضرورة التفاعل بين الاعلام والجهات الرياضية طالما ان الجميع ينطلق من موقع الحرص والشعور العميق بالمسؤولية لأن الصحافة الرياضية ممثلة باتحادها وعبر ما صدر عن الاتحاد من تعليمات وتوجيهات للزملاء أعضاء الهيئة العامة  ليس هدفه استهداف هذه  المؤسسة أو تلك  بقدر إبلاغ مسؤوليها برسالة صريحة وواضحة المعاني والدلالات بأن الصحافة الرياضية قد جسدت بمناشداتها وتسليطها الأضواء  نبض الشارع الرياضي كما ترجمت هموم وتمنيات شريحة كبيرة من الرياضيين كما لا بد من الاشادة ايضا بردود فعل بعض الجهات الرياضية الايجابية  والمتفاعلة جدا مع ما جاء في بيانات اتحاد الصحافة الرياضية التي تبقى متفاعلة ومتعاونة مع المسؤول الرياضي حتى وإن كانت طروحاتها مشبعة بالنقد الهادف والبناء وهو واجب نراه محتما حتى وإن فسر البعض الأمور وفق ما تشتهي نفسه  وتنسجم مع هواه لأن المهم أن تنبه وتلقي حجرا في المياه الراكدة بدلا من ارتداء عباءة الصمت والفرجة المجانية أو المدفوعة الثمن 
على ما يحدث .