الإنشاد الديني.. أنغامٌ روحانيَّة تخاطب العقل والقلب

الصفحة الاخيرة 2022/04/20
...

 بغداد: نورا خالد 
 تصوير: نهاد العزاوي
 صور غنائية جميلة تتناول موضوعات دينية لها سمات روحية، غالباً ما ترتبط بالمناسبات الدينية يؤديها كبار المنشدين لمحبي هذا الفن الوجداني حتى أصبحت للإنشاد الديني أشكال متعددة وأسماء كثيرة، يعتمد الإنشاد الديني بصورة كبيرة على قوة حنجرة المنشد وقدرته على النطق الصحيح للكلمات، كما يجب أن يكون أداؤه بروحية دينية تهز المشاعر لتجد صداها في قلوب الناس.
 
 
الدكتور هيثم شعوبي بيّن لـ «الصباح» ، أن « للإنشاد الديني وقعاً كبيراً على نفس المتلقي خاصة في المناسبات الدينية وشهر رمضان، إذ يحظى باهتمام اجتماعي وثقافي واسع ليس في العراق وحسب، بل في العديد من الدول العربية مثل مصر وسوريا وتونس».
وأوضح شعوبي «ترتبط الانشودة الدينية عادة بالمناسبة وعند انتهائها تختفي من الذاكرة»، مستدركاً «هناك أغنيات ما زالت عالقة في الأذهان رغم مرور سنوات طويلة على تقديمها، كونها تحمل بين طياتها معنى
ورسالة».
مبيناً «لكي لا يكون الإنشاد الديني موسمياً وفي المناسبات الدينية فقط، لا بد من وجود قنوات خاصة فيه إذ إن أغلب الإذاعات والفضائيات لا تبث هذا النوع من الأناشيد، ما يؤدي إلى ابتعاد المطربين والمنشدين عن أدائها».
مؤكداً أن «هناك أصواتاً كبيرة بدأت تظهر في هذا الجانب وتحتاج إلى من يقدم الدعم لها ولا بد أيضاً من التجديد على مستوى الكلمة واللحن، للخروج عما هو مألوف  للأنشودة الدينية وتصبح ملائمة أكثر للتطور الحاصل على مستوى الفن بصورة عامة».
ويرجع الموسيقار ابراهيم السيد قلة جمهور ومستمعي الإنشاد الديني إلى «قلة اهتمام وسائل الإعلام به إلا في بعض المناسبات الدينية فقط، وكذلك عدم وجود إنتاج له».
ولم يستثن السيد «الظروف السياسية والاجتماعية التي مر بها البلد، إضافة إلى ندرة الفرق الفنية التي تؤدي هذا اللون من الغناء، بسبب عدم احتوائها من قبل مؤسسات تعنى بهذا الشأن كما كانت، والسبب الأهم أنها لم تعد مصدر رزق للفنان (أقصد الحقوق المادية) وكذلك دور الفضائيات معدوم جداً لعرض هكذا أعمال». 
وطالب السيد «بدعم هذا الفن الذي يلعب دوراً كبيراً في بناء مجتمع مثقف وواعٍ، فهو يخاطب العقل والقلب ويسمو بالمتلقي إلى جو روحاني فريد».
وتنقسم الأناشيد الدينية إلى قسمين، الأول هو إلقاء نصوص الذكر ولا تحتويها الألحان أو الموسيقى وتعتمد موسيقياً على عنصر الإيقاع من غير المقام الموسيقي، أما القسم الثاني فهو الإنشاد وهو أداء الشعر بالنغم، إما جماعياً أو حوارياً بين المنشد والجماعة وفيه الإيقاع والمقام الموسيقي.