{أنفيلد} والرقم 7

الرياضة 2022/04/21
...

علي الباوي
 
في أمس الأول وعلى مدرجات ملعب أنفيلد وتحديداً عند الدقيقة السابعة من مباراة مانشستر يونايتد وصاحب الأرض ليفربول، وقف الجمهور حاملين القميص رقم (7) الخاص بنجم الشياطين الحمر البرتغالي كريستيانو رونالدو وأخذوا بتصفيقهم وهتافاتهم يُعربون له عن المواساة لفقده ابنه.
هذا السلوك الإنساني الفريد من نوعه هزَّ الملايين ممن كانوا يتابعون هذه المباراة على شاشات التلفزيون.
من المؤكد أنَّ هذا الأمر ليس بالجديد على الملاعب الأوروبية ولكنه هذه المرة بشكل منظم وعفوي وتقديراً لهذا اللاعب الذي أبهج الملايين من محبي كرة القدم لسنوات طويلة.
لم يكن الدون لاعباً عادياً ولا حتى فناناً ساحراً في لعبة (الساحرة المستديرة)، وإنما كان إنساناً، يعطف على الأيتام وعلى أصحاب الاحتياجات الخاصة وله إنجازات كبيرة في المسائل الإنسانية، فبالتأكيد هذا النشاط يؤثر في كل البلدان التي تعشق رونالدو وتعده مثلاً أعلى بغض النظر لمن يلعب وإلى أي بلد ينتمي.
ما حدث في ملعب أنفيلد هو تعزيز لفكرة أنَّ الرياضة تصنع نجماً للإنسانية جمعاء وأنَّ الرياضة فيها من المبادئ والقيم الكثير الكثير، والرياضة كانت وستبقى من أهم وسائل التعايش والسلم والمحبة، وهذا يدعونا إلى التفكير بصناعة اللاعب ليس فقط على المستوى البدني وإنما على مستوى التثقيف الإنساني، نحن لا نقول إنَّ لاعبينا يفتقرون إلى هذه الميزة ولا حتى جمهورنا الرياضي الذي خبرناه في المباراتين الأخيرتين عندما حضروا إلى ملعب المدينة وشجعوا كرتهم العراقية في مشوارها المتعثر.
نحن فعلاً بحاجة إلى ثقافة التقدير وأيضاً إلى السلوك الذي يدعم مكانة اللاعب لدى الجماهير وتقديرهم له.
ما حصل في ملعب الريدز لا يعني أنَّ الصورة كلها وردية فملاعب أوروبا كثيراً ما تشهد نزاعات دامية وخلافات وأعمال شغب ولكن في اللحظة الإنسانية نجدهم سباقين إلى تعزيز أواصر التضامن والروح الواحدة.
إنَّ من فعل هذا في الأنفيلد هم جمهور ليفربول وهذا وحده دليل قوة الروح الرياضية على تحقيق التكاتف والمودة.
نحن بحاجة إلى ثقافة المحبة وتكريم اللاعب وأيضاً ثقافة الاعتزاز به وبدوره وإنجازاته.
كثيرون من أبطالنا ذهبوا ضحية الإهمال والتهميش والمرض، لم يخلدهم أحد ولم يأت على سيرتهم أحد وأفل نجمهم سريعاً رغم ما قدموه للجماهير والبلاد.
الرياضة ليست منافسات وكسباً وخسارة وإنما هي روح جمعية تعزز قيم الأخلاق وتشيع التآلف والتآخي بين الناس وتجمع كل أبناء الشعب على محبة الإبداع 
الرياضي.