لماذا يزيّن الدب «لطيف» أكتاف الشباب؟

الصفحة الاخيرة 2022/04/24
...

 بغداد: مآب عامر
 
عند التجوال في شوارع بغداد، لن يكون من المستغرب أن تلحظ تشابهاً في «تيشرتات» يحرص الشباب وخاصة المراهقين على ارتدائها. 
إذ ظهرت في الآونة الأخيرة تقليعة لـ «تيشرتات» بلون أسود أو أبيض مزينة بدب بني، يقول عنها عبد الله قاسم، 17عاماً، إنه يحاول أن يواكب الموضة كما أصحابه «فالجميع يرتدي منها». 
ولا يعلم قاسم الأسباب وراء خلفية انتشار هذه الموضة، كما غيره، إلا أنه يصر على انتقاء ملابسه بحسب أيقونات الموضة ومشاهير «السوشيال ميديا» في هذا الجانب. 
ولكن الدب البني له خلفيات وثيمات متعددة، فبحسب المصادر، هو غالباً ما يستعمل كشخصية رئيسة في أفلام الرسوم المتحركة، وربما أشهرها في الوقت الحالي «ماشا والدب» وهي فتاة صغيرة ذات رداء بنفسجي اللون يعتني بها الدب البني العملاق، وهي من الحكايات الشعبية التي طرحت في تسعينيات القرن الماضي باللغة الروسية.
ويزين كتف «تيشيرت» أحمد سعد، 14 عاماً، الأسود دب بني، يقول إنه «ماركة مسجلة بعلامة تركية الصنع ويُعرض في الأسواق المحلية، حيث الأغلبية يتهافتون على شرائه لأنه الرائج الآن».   
وفقاً للمصادر فإن الدب البني يمثل كما هو متعارف السلطة والقوة، إذ تم استخدامه منذ القرن السادس عشر بوصف وترميز الدولة الروسية في جميع الأعمال المسرحية والرسوم الكارتونية والقصص.
وعند استرجاع إحدى السياسات التي استعملها الاتحاد السوفيتي في العام 1980 وتحديداً في الألعاب الأولمبية سنكتشف استعمال شخصية الدب الصغير «لطيف» رمزاً أسهم بشكل كبير في إزالة خوف المشاركين الأجانب وكذلك لتغيير قناعتهم. 
وتعتقد الباحثة الاجتماعية أسماء هشام أن الشباب والمراهقين بطبيعتهم يميلون نحو التقليد في الموضة وارتداء الثياب، وخاصة تلك التي تحرص على ارتدائها الشخصيات المشهورة في «السوشيال ميديا» من دون التفكير بخلفيات هذه الموضة أو السبب وراء رواجها في هذا الوقت تحديداً.  
وتقول إن «المشكلة هي في الانفتاح الحاصل في العالم، إذ أسهم في انتشار التوجهات والأفكار بطريقة تدفعك للقول بأنها منظمة ومخطط لها». 
كما أن الثياب وتحديداً القمصان الرياضية «التيشرتات» واحدة من الطرق المعتاد استخدامها للترويج عن أفكار «لو حاولنا البحث عنها لاكتشفنا الغاية والمبرر من استخدامها»، كما تضيف أن الأمر كله يعود إلى «قلة وعي وإدراك هذه الشريحة من المجتمع بما يحدث في العالم من سياسات ومخططات، فتراهم ينخرطون مع أية تقليعة تظهر على الساحة بحسن نية».