الجويَّة.. استذكار خجول

الرياضة 2022/04/26
...

خالد جاسم
كنت أتمنى أن لا تمرّ مناسبة رياضيَّة كبيرة ولها أبعادها ومدلولاتها الرياضية والتاريخية كتلك التي مرَّت قبل أيام معدودات مرور الكرام هكذا حيث صادفت الذكرى السنوية  الحادية  والتسعون لتأسيس نادي القوة الجوية الرياضي أكبر وأعرق أنديتنا الرياضية وأكثرها صراعاً مع مختلف التحديات لأجل إثبات الذات قبل الوجود.  ففي يوم 22 نيسان من العام 1931 أعلنت ولادة نادي القوة الجوية في مرحلة تاريخية يمكن القول إنَّ الرياضة العراقية كانت في حينها ما زالت تحبو بل وتتلمس الخطى بصبر وبمجهودات شخصية من رواد عشقوا الرياضة من باب الهواية لأجل أن تضع رياضتنا أولى الخطوات في الطريق الصحيح بالرغم من أنَّ فترة الثلاثينيات من القرن الماضي وكما هو معروف كانت واحدة من فترات المخاضات الصعبة في تاريخ العراق الحديث وكان من الصعب وفي ظل تلك الظروف أن تعلن ولادة ناد رياضي والعراق ما زال يبحث عن السبل لوضع مقومات الدولة الحديثة . 
وهكذا وقبل أن تعلن الولادة الرسمية للحركة الرياضية الأولمبية في العراق بسبعة عشر عاماً أسس نادي القوة الجوية كيانه الرياضي الكبير الذي ظل شامخاً حتى يومنا هذا حيث صار نادي القوة الجوية مصنعاً حقيقياً تخرجت فيه مختلف الأجيال الرياضية في اللعب والتدريب والإدارة وليس الراحل عمو بابا وحده الأشهر بينهم مع أنه الأقدم بين الأموات من الذين عاشوا وتعايشوا مع كل المراحل التاريخية الصعبة والسهلة التي مرت بالنادي العريق بل ويصح القول إنَّ عمو بابا كان أكبر شاهد إثبات يمكن الاعتماد عليه في توثيق الكثير من الحقائق والمنجزات التي حققها نادي القوة الجوية وتحديداً في ميدان كرة القدم خصوصاً أنَّ لهذا النادي امتيازاً فريداً بين الأندية العراقية الأخرى كونه النادي العراقي الوحيد الذي استقطب فرق الأندية والمنتخبات العربية والأجنبية التي لاعبت الفريق الكروي للجوية في ملاعب بغداد .  إنَّ استذكار هذه المناسبة التاريخية الكبيرة في عمر الرياضة العراقية كان يجب ألا يتمّ بهذه الطريقة الخجولة أو حتى السريعة بالرغم من أنَّ كلمة الحق الواجب أن تقال هنا إنَّ الزميل الصحفي الرياضي المبدع هشام السلمان هو من استذكر المناسبة هذه ولولاه لمرت كسابقاتها من دون أن تحظى بنوع من الإشارة حتى في أجهزة الإعلام وهذا أمر ليس بالجديد على زميلنا المثابر هشام السلمان الذي اختط نهجاً متميزاً ومتوفراً ومستوعباً المواصفات الصحيحة في الأرشفة وإعادة توثيق تاريخنا الرياضي. وإذ أجدّد التحية والتبجيل لكل الرجال الذين كانت لهم بصمات مهمة ومؤثرة في تشييد البنيان الرياضي الكبير لنادي القوة الجوية الرياضي فإنَّ ما أتمناه على الهيئة الإدارية الحالية للنادي أن تضع هذه المناسبة التاريخية في عين الاعتبار عبر استذكار وتكريم رواد النادي ومن ساهموا في تشييد إنجازاته ومآثره الرياضية الخالدة مع أنَّ تلك المهمة كنت أتمنى أن تشارك فيها الجهات الرياضية الأخرى كوزارة الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية واتحاد كرة القدم العراقي لأنَّ نادياً بمثل هذه المواصفات هو شيخ الأندية الرياضية في العراق وله أفضاله الكبيرة التي لا تمحى من الذاكرة على الرياضة العراقية إجمالاً .