رعـــد بركــات: لــم أغــنّ لغير الــعــراق

الصفحة الاخيرة 2022/04/27
...

لم يتحقق حلمه بعمل وطني
 
 بغداد : كوكب السياب
قال الفنان العراقي رعد بركات، إنه أنجز عملا غنائياً وطنياً بعنوان {بحييك يا بغداد}، لحنه للفنان اللبناني الراحل سامي كلارك، وهو من كلمات الشاعر عماد جبار.
 
وأشار بركات، الفنان المغترب المقيم في الولايات المتحدة الأميركية، إلى أن "العمل الغنائي كان من المفترض أن يُسجّل لصالح شبكة الإعلام العراقي، لكن بعض الإشكالات حالت دون ذلك"، مبيناً أن "التسجيل الصوتي أنجز بجهود كبيرة من قبل الموزع الموسيقي آرا انترانيك".
ووصف بركات، في حديث مع "الصباح"، العمل الذي قام بتلحينه بأنه "يتحدّث عن مأساة النازحين وأمنياتهم في العودة إلى منازلهم التي غادروها قسراً بسبب الأحداث التي رافقت دخول إرهابيي داعش إلى بعض محافظات العراق، وما رافق ذلك من عمليات قتل وتهجير".
وأوضح بركات أنه يحتفظ بالعمل بانتظار جهة تتبناه، لافتاً إلى أن "أهميته تكمن بإنجازه بصوت الفنان الكبير الراحل سامي كلارك، الذي نحتفظ له بذكريات الطفولة الجميلة، إذ قدّم بصوته شارة الكارتون المشهور (غريندايزر)، فضلاً عن كون العمل يتغنى ببغداد".
وتابع: "بدأت علاقتي بالراحل كلارك في أواخر السبعينيات من القرن الماضي، إذ كان في قمة نجوميته وكان متعاقداً مع فندق بغداد الدولي لتقديم عروض فنية، وكنا مجموعة من معجبيه من عازفي الغيتار وأعضاء الفرق التي كانت تسمى بالفرق الغربية، نستفيد من طريقة تدريب فريقه على أعماله الغنائية التي كانت تعدّ عالمية في حينها".
ومضى: "كوني عازف غيتار في أوركسترا الإذاعة والتلفزيون كنت التقي به في المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون أثناء تسجيله أعماله الفنية".
من جانب آخر، يرى بركات أن لكل زمن علامات نهوض وعلامات انكسار، والحال ينسحب على الغناء والفن بصورة عامة، حسب تعبيره، مبيناً أن "هناك أصواتاً عراقية عظيمة وكبيرة، وملحنين كباراً، لكن الذي لا يعجبني هو القالب الذي وضعت فيه الأغنية العراقية، وهو قالب نغم الكرد والقوالب الموسيقية المتشابهة والتي بعضها لا ينتمي إلى موروثنا الموسيقي العريق".
وواصل: "الأغنية حالياً تُغرد في غير محيطها بإيقاع دخيل وتصوير تلفزيوني لا ينتمي أبداً إلى واقعنا العراقي الذي يعيشه معظم أفراد شعبنا، فهي تُظهر أجواء ارستقراطية وليالي مخملية وكأن العراق ليس فيه شعب يعاني من أبسط حقوقه، بسبب الفساد الذي أدى إلى الفشل والانهيار في كل جوانب الحياة".
ولا يتفق بركات مع الرأي الذي يقول إن بريق الفنان يهفت في الغربة، موضحاً أن "أغلب نجوم العراق الكبار الآن لا يعيشون في العراق"، مؤكداً أن "الأمر يتعلّق بالفنان ونشاطه وتواصله مع جمهوره".
ولفت: "أما بالنسبة لي فقصتي مختلفة، إذ تبنيت موضوعة الوطن والانتماء ومعاناة شعبنا ولدي ما يقرب من المئة عمل وطني منذ غادرت الوطن العام ١٩٩٤، ولم أغنِ لغير العراق"، مشدداً: "على الفنان أن يكون مرآة لمعاناة شعبه وهمومه، وألا يطمس رأسه في الرمل ويهتم للمال والشهرة وكثرة المعجبات، هذه رسالتي التي سأبقى متبنياً لها ما حييت".
ويقوم بركات بإعداد وتقديم برنامج فني بعنوان "نوارس مهاجرة"، وهو برنامج يرصد حركة الفنانين العراقيين ونشاطاتهم في المهجر، فضلاً عن تسجيل أعمال تتغنى بالوطن، إذ قدّم مؤخراً أغاني: "ابن الطين" للشاعر اجود مجبل و"بماذا يعود الغريب" للشاعر عبد الرزاق الربيعي و"بغداد الحبيبة" وهو آخر عمل للفنان الراحل طالب القره غولي ومن كلمات الشاعرة وئام ملا سلمان، وهو بصدد  إنجاز أغنيتي "طائر القصب" للشاعر إياد هاشم و"سكت السلام" للشاعر 
عبد القادر صبري.