بيروت: جبار عودة الخطاط 

 

في سابقة هي الأولى منذ اتفاق الطائف يشهد لبنان اليوم الخميس جلسة لمجلس النواب يجري فيها طرح الثقة بوزير خارجيته عبدالله بو حبيب بناءً على الطلب المقدم من كتلة القوات اللبنانية، بوحبيب علق على ذلك بقوله:  “في زمن الانتخابات كلّ شيء يصبح مباحاً” مراقبون أشاروا إلى أن توازنات المجلس النيابي تجعل تمرير ذلك صعباً إلا إذا انضمت كتلتا حركة أمل وتيار المستقبل إلى كتلتي جعجع وجنبلاط،علماً أن هذا الأمر لا يحظى باهتمام الشارع اللبناني المشغول بأزماته الخانقة في وقت أطلق فيه السفيران البخاري وآن غريه (المبادرة السعودية-الفرنسية لدعم لبنان).

وتبدو مسألة طرح الثقة بوزير أو مسؤول لبناني غير معهودة في لبنان نظراً إلى أن طبيعة النظام السياسي البنيوية تتشكل بحكم تعدد اللون الطائفي المعقد على أساس حكومات الوحدة الوطنيّة وبالتالي يصبح أي وزير مرتبطاً بكوتا القوى السياسية التي ترفض المساس به باعتبار أن الوزير يمثل حصتها القائمة على مبدأ توزيع السلطة على خلفية توافقية، مراقبون ربطوا بين طلب كتلة القوات اللبنانية بطرح الثقة بالوزير بوحبيب وبين التجاذبات الانتخابية فيما تتطلع الأنظار اليوم إلى موقف كتلتي أمل وتيار المستقبل باعتبار أن بوحبيب محسوب على التيار العوني ومعروف أن العلاقة بين حركة أمل والعونيين تشوبها الكثير من المشكلات وطالما أنخرط الجانبان بسجالات إعلامية غير أن أمل ربما تجاري حزب الله القطب الأبرز في الثنائي (الشيعي) والمعروف بتحالفه مع التيار العوني، أما تيار المستقبل فقد وصلت العلاقة مع العونيين إلى القطيعة التامة بعد وصول ما يسمى بالتسوية بين عون والحريري إلى طريق مسدود، بالمقابل يتساءل مراقبون هل يقدم التيار الأزرق على مؤازرة كتلة القوات اللبنانية وهم الذين يعتبرون زعيم القوات سمير جعجع قد (غدر) بزعيم تيار المستقبل سعد الحريري، الموضوع معقد وستكون الحسابات السياسية الدقيقة حاضرة بقوة، يذكر أن رئيس المجلس النيابي نبيه بري قد دعا إلى جلسة عامة، في الساعة الثانية من بعد ظهر اليوم الخميس في قصر الاونيسكو، لطرح الثقة بوزير الخارجية بعد أن تقدّم النوّاب بيار بو عاصي، جورج عقيص، إدي أبي اللمع وعماد واكيم، من الأمانة العامة لمجلس النواب، بطلب عقد جلسة للمجلس النيابي، بهدف طرح الثّقة بوزير الخارجيّة عملًا بالمادّة 37 من الدستور، بسبب “الارتكابات والمخالفات الجسيمة الّتي ترتكبها وزارة الخارجية والمغتربين في موضوع تصويت المغتربين في الانتخابات النيابية المقبلة” كما ورد بالطلب، في هذا الشأن ربما يصار إلى اعتماد الثلث المعطل إذا ما تم الاتفاق بين حزب الله وحركة أمل والتيار الوطني الحر وتيار المردة بحيث يصار إلى كسر النصاب لاجهاض مسعى القوات اللبنانية، التي سجلت اعتراضها على مسألة تعاطي وزارة الخارجية مع موضوعة اقتراع المغتربين في الخارج، في حين أوضحت  الخارجية،  الالتباس الحاصل حول قيام القنصل العام في سيدني شربل معكرون بتوزيع الناخبين المغتربين على مراكز الاقتراع، مشيرة إلى أن “القنصلية العامة في سيدني نفذت تعليمات الوزارة حول انتخابات المغتربين اللبنانيين، وقسمت الناخبين جغرافياً حسب الرموز البريدية المتبعة في استراليا” في السياق أكدَ وزير السياحة وليد نصار، بشأن طرح الثقة بوزير الخارجية عبد الله بوحبيب “انني لست في موقع الدفاع عن وزير الخارجية، لكن من يريد أن يطرح ثقته في وزير الخارجية، عليه أن يطرح الثقة في كل الحكومة، لأننا فريق عمل واحد”، هذا وينتظر أن يحضر وزير الخارجية جلسة اليوم ليتلو بياناً توضيحياً حول إجراءات وزارته في انتخابات الخارج في سيدني،  يذكر أنّ اللبنانيين في الخارج سيتوجهون يومي 6 و8 أيار إلى مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات النيابية القادمة. 

في غضون ذلك أطلقت الرياض وباريس في بيروت المبادرة السعودية الفرنسية لدعم الشعب اللبناني حيث وقّع وزير أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسي، والوكالة الفرنسية للتنمية، و”مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية” في السفارة الفرنسية في بيروت، مذكرة التفاهم الإطارية للصندوق السعودي الفرنسي لدعم الشعب اللبناني، من أجل دعم السكان المحتاجين بمبلغ يناهز الـ 30 مليون يورو، عبر تنفيذ حزمة من المشاريع الإنسانية والإنمائية، وأعلن السفير السعودي في لبنان وليد البخاري، أنّ “هذه الشراكة تهدف لدعم العمل الإنساني والإغاثي في لبنان بأعلى معيار الشفافية، حيث يهدف التمويل لدعم ستة قطاعات رئيسية، وهي الأمن الغذائي، والصحة والتعليم، والطاقة والمياه، والأمن الداخلي”، وأضاف أنّ “السعودية نفذت العديد من المشاريع الإنسانية في لبنان، وأن هذا الدعم يأتي استمراراً للدعم خلال العقود الماضية، حيث حرصت المملكة مع شركائها على دعم كل ما يخفف المعاناة الإنسانية عن المحتاجين” فيما أعلنت سفيرة فرنسا في لبنان آن غريه خلال توقيع المذكرة ، العمل مع السعودية لدعم الشعب اللبناني في مواجهة أزماته المتفاقمة.