طابور الحلاق

الصفحة الاخيرة 2022/04/29
...

 بغداد: الصباح
 
منذ 20عاماً، ومحمد ياسين يستعد لاستقبال صباح العيد وهو ينتظر في طابور الحلاقة، إذ اعتاد على أن يتصل بحلاق المنطقة التي يسكن فيها قبل أيام من حلول العيد لحجز دوره الذي كان دائماً في الساعة التاسعة مساء ليلة العيد. 
كان محمد يشعر بعدم الراحة من إمكانية التزام الحلاق بالموعد، كما يقول «ذهبت في الوقت المتفق عليه، وأخبرني أن علي الانتظار لنصف ساعة من الوقت، فهناك بعض الأشخاص الذين حضروا قبل موعدي، إلا أن الوقت مضى». 
ويضيف: لقد وجدت نفسي جالساً على الجزرة الوسطية أمام محل الحلاقة انتظر الدور والساعة تميل عقاربها نحو الثانية فجراً. 
وتعد ليلة العيد من الليالي المميزة عند الحلاقين سواء في محال الحلاقة الرجالية أو صالونات الحلاقة النسائية، فمن المتعارف عليه أن يومها ينتعش عملهم حتى فجر العيد. 
محمد الذي قضى ليلة العيد وهو في محل الحلاقة لا يتذكر مرة واحدة عاد فيها مبكراً إلى منزله، فقد كان ينسى نفسه في أغلب الوقت وهو يتبادل الأحاديث مع القادم والراحل من زبائن الحلاق، الجميل في الأمر أن أحاديثهم تبدأ بتهاني العيد ولا تنتهي بأدق تفاصيل حياتهم وأسرارهم الشخصية، كما يقول «أغلبهم غرباء ولا نعرف بعضنا، هكذا اعتدت على تمضية ساعات الانتظار حتى يأتي دوري، إذ انتهى الأمر مرة بالذهاب مباشرة من الحلاق إلى المسجد لتأدية صلاة العيد».