هناء صادق.. مصممة عراقيَّة تنسج أشعار الحب بتصاميمها المعاصرة

الصفحة الاخيرة 2022/04/29
...

 عمان: أ ف ب
 
يطغى الخط العربي على تصاميم هناء صادق المطرزة، إما من خلال أبيات من قصائد الحب أو ببساطة بحروف ملونة متناثرة بألوانٍ زاهية، تضفي لمسة شرقيَّة عصريَّة تُبرز جاذبيَّة المرأة العربيَّة.
وفي مشغلها داخل منزلها وسط عمان، تجلس مصممة الأزياء العراقية المولد، والتي قدمت عروضا لأزيائها في نحو 37 بلداً، وسط كمٍ هائلٍ من الأزياء العربيَّة التقليديَّة والحلي الفضيَّة القديمة التي تظهر تمسكها بثقافة وتقاليد وطنها.
يبرز الخط العربي في تصاميمها، من الخط «الكوفي» أو»الديواني» أو «الرقة» أو «الثلث».
كذلك تزيّن أزياءها بأبياتٍ من قصائد حب لأشهر الشعراء العرب، كنزار قباني ومحمود درويش وبدر شاكر السياب ومظفر النواب وفدوى طوقان.
وتحمل هناء (72 عاماً) شهادة في الأدب الفرنسي من جامعة بغداد ودرست الفن التشكيلي هناك، وتصميم النسيج والرسم على الحرير والخزف في باريس، وتدخل الحرف العربي على الأزياء العصرية منذ 25 عاماً. تقول هناء: إن «الخط العربي هو الأجمل».
وتشرح السبعينية ذات الشعر الطويل، والتي وضعت الحلي حول عنقها وخواتم تحمل أحجاراً كريمة، أنها «استعملته بنحو ثلاثين طريقة». وتضيف «كل فترة أنتقل لنوع معين من الكتابة على الملابس التي أصممها مرة بالطباعة ومرة بالتطريز ومرة بالخرز».
وتضيف انها أرادت أنْ تحتفي بالكتابة التي ولدت في أواخر الألفية الرابعة قبل الميلاد في بلدها العراق أو ما كان يعرف سابقاً ببلاد ما بين النهرين والتي «لولاها لما كانت كل هذه الحضارات».
وصممت هناء خلال مشوار حياتها العديد من الأزياء للمشاهير ومنهم الملكتان رانيا ونور وملكة إسبانيا صوفيا، وممثلات مثل كلوديا كاردينالي وأميرات عربيات وشيخات خليجيات.
وتضيف هناء التي تقيم ما بين باريس وعمان منذ العام 1982 «لاحظت أن الرجل العربي يحب أن تلبس زوجته الأقراط وأن تضع شيئاً فوق رأسها وتضع العقد والخلاخل والحزام والأساور والخواتم التي تبدو جميلة وتعطيها أنوثة». وتابعت «صحيح ان الأزياء العربية تستر جسد المرأة ولكن فيها أنوثة عالية». وترى هناء التي ألّفت بثلاث لغات هي العربية الانكليزية والفرنسية كتاباً بعنوان «الأزياء والحلي العربية إرث بلا حدود» يتناول الأزياء العربية من اليمن الى المغرب العربي، ان «الملابس الغربية لاتناسب جسد المرأة العربية». وتضيف «مع الأسف هذه نتيجة العولمة التي جاءت الينا في القرن العشرين وأصبحنا نقلد الغرب في كل المجالات، في العمارة والأثاث والملبس والأكل».
وخلصت إلى القول «ما يهمني في كل عملي هو ان تبقى المرأة أنثى وان ينجذب الرجل إليها كأنثى بمعنى أن لاتمر من أمامه دون أن ينتبه لها ويرى أنها جميلة».