المستقلون لاعبو الأزمة الجدد

العراق 2022/05/07
...

 بغداد: مهند عبد الوهاب
بينما انقضت عطلة عيد الفطر المبارك التي راهن سياسيون على أنها ستحمل أنباء فرج طال انتظاره لمعالجة الأزمة المستمرة منذ شهور، يبدو أن  “العيد لم يأتِ بجديد” بل خابت التوقعات ودخل العراق فصلا جديداً من فصول المناكفات والعناد السياسي، وبينما اتجهت الأنظار صوب النواب المستقلين لمعرفة موقفهم من مبادرة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر؛ اتهمت أطراف في الإطار التنسيقي غرماءهم في التحالف الثلاثي بالتزمت والتسبب بتعطيل تشكيل الحكومة بعد الموقف السلبي من مبادرته التي أعلنها أول أيام العيد.
 
وقال النائب عن كتلة المستقلين حسين السعبري في حديث لـ”الصباح”: إن  “الكرة وضعت في ملعب المستقلين، والنواب المستقلون مطالبون بموقف وطني ثابت وأن يكونوا على قدر المسؤولية». 
وأضاف، أن “مطالبة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر المستقلين بموقف وطني وجاد تجاه العملية السياسية، طرحت على إثرها الكثير من الآراء من المستقلين وتلاها اجتماع لهم لتوحيد الصفوف للخروج بموقف موحد، والعمل على هذا الموضوع بخطوات حقيقية والخروج بضمانات تجاه الهدف الحقيقي لنخرج من أزمة الانسداد السياسي هذه». 
وأشار إلى أنه “خلال الأيام القليلة المقبلة، سيظهر موقف موحد للمستقلين تجاه المبادرة التي قدمها الصدر، وحتى الآن لم نتخذ  أي موقف إزاءها”, موضحاً أن  “تغريدة الصدر أعطت الريادة والقيادة للمستقلين، وستكون هناك رؤية واضحة من المستقلين لرسم الخارطة السياسية الحقيقية التي يتمناها الشعب العراقي، ولكن المستقلين يحتاجون إلى ضمانات».
فيما بين النائب عن تحالف “تصميم” علي المشكور، أن  “كل المبادرات التي أطلقت من أجل حلحلة الوضع والانسداد السياسي تعتمد على مدى تقبل الطرف الآخر لها”، متسائلاً: “ما فائدة المبادرات أن  لم تحظ بقبول من الأطراف المقابلة؟». 
وأضاف في حديث لـ”الصباح”, أن  “على جميع الكتل السياسية أن  تغلب المصلحة العامة على الحزب أو التحالف الذي يمثلونه”، وبين أن  “تحالف تصميم ينظر إلى الجميع بمسافة واحدة، وبرغم أن  التحالف فتي وجديد، ننظر إلى أنفسنا كالأخ الأصغر لأخويه الكبار، ونتمنى أن  نكون حلقة الوصل بين الجميع كونهم أبناء العراق». 
وأشار إلى أن  “الإطار التنسيقي مازال يستقطب النواب للعمل على تشكيل الكتلة الأكبر من أجل كسب النواب الباقين  وطرح الآراء لعرضها على الجانب الآخر والقبول بها، أما التحالف الثلاثي فمتمسك ومتماسك، وموضوع الانسداد مازال موجوداً، وستكون هناك حالة من الانفتاح في الوقت القريب لهذا الانسداد وطرح بعض التنازلات من قبل الجانبين». 
بدوره، رأى المحلل السياسي محمود الهاشمي في حديث لـ”الصباح”، أن  “مبادرة الإطار التنسيقي حملت الكثير من الشمولية وأعطت مساحة وفسحة لكل الأطراف لحل مشكلة الانسداد السياسي، وفي نفس الوقت رُدّت المبادرة بمبادرة من السيد مقتدى الصدر الذي جعل من المستقلين (بيضة القبان)، وهذا غير مناسب لأسباب عديدة منها أن موضوع المستقلين بقي في حدود كلا الكتلتين الإطار والتيار، أما للأطراف الأخرى التحالف الثلاثي (السنة والكرد) ربما لا يقبلون أن تسلم إدارة البلد للمستقلين كونهم أصحاب حقوق انتخابية ولا يستغنون عنها، وكذلك الإطار التنسيقي لا يقبل أن  يعطي المستقلين هذه الصلاحيات الكاملة بتشكيل الحكومة». 
وأكد أنه “إذا بقيت المبادرات بحدود التضاد فلن تصنع حلاً سريعاً للانسداد السياسي الذي سيكون السمة العامة الغالبة على العملية السياسية، والمطلوب من كلا الطرفين الإطار والتيار أن يفقها أن  القضية ليست كسر إرادات وإنما قضية حل مشكلة وطن وتحديات كبيرة تحيط به”، داعياً إلى “نقاشات جادة بين الإطار والتيار للوصول إلى حلول مرضية». 
إلى ذلك، عد القيادي في الإطار التنسيقي علي الفتلاوي، أن المبادرة التي أطلقها زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر عقدت المشهد السياسي أكثر. 
وقال الفتلاوي في حديث صحفي: إن  “مبادرة الصدر جاءت بالضد من مبادرة الإطار”، وأضاف أن “المبادرة التي أطلقها الإطار التنسيقي لخصت جميع المشكلات مع وضع الحلول كما أنصفت جميع القوى السياسية وانصفت النواب المستقلين».
كما أكد القيادي في الإطار التنسيقي محمود الحياني، اليوم أن التحالف الثلاثي أصبح هو المعطل لتشكيل الحكومة.
وقال الحياني في حديث صحفي: إن  “محاولة استقطاب التحالف الثلاثي للنواب المستقلين جعل من تشكيل الحكومة ليس على مبدأ الأغلبية الوطنية التي يطالب بها التحالف الثلاثي وإنما أصبحت المسألة مجرد تحدٍ بين تحالفي الثبات الوطني وإنقاذ وطن».
وأضاف أن  “هذه الطريقة في التعاطي مع قضية تشكيل الحكومة لا تخدم مصالح الشعب العراقي الذي يعتبر هو المتضرر الوحيد».
تحرير: محمد الأنصاري