ماذا يفعل هيديوكي تكانو في الأهوار؟

الصفحة الاخيرة 2022/05/08
...

 ذي قار: نجلاء الخالدي  
       
قطع الرحالة والكاتب الياباني هيديوكي تكانو آلاف الكيلومترات، ليكتشف بنفسه كيف كان يعيش السومريون، الذين قرأ كثيراً عن حضارتهم وشغف بفنونهم.
لا يريد تكانو أن يمر على الأهوار كأي سائح عابر تسحره طبيعتها وتفردها ويغادرها حاملاً معه الصور والذكريات، فهو يدرك تماماً أن على هذه الأرض بدأت الحضارة الإنسانية، وأن المجموعات التي تعيش عليها هي امتداد للسلالة الأولى من السومريين وهذا بالنسبة له يعني الكثير.
 يريد الرحالة الياباني أن يفهم طبيعة الحضارة التي انبثقت من هذه الأرض، فهو يؤمن أن السكان هنا ما زالوا يحافظون على نمط معيشة أسلافهم وأسلوب حياتهم، وأن ما تغير من نمط تلك الحياة ليس كثيراً، فكل شيء هو ذاته قبل خمسة آلاف سنة قبل الميلاد.
ينتقل تكانو بين المستنقعات المائية في الأهوار، ويفترش  البردي برفقة أبي حيدر الذي يصدح بمواويل سومرية، يستمتع بها طالباً منه مواصلة الغناء، حتى يتمكن من حفظها.
  ‏يرغب تكانو أن يمضي أطول مدة ممكنة هنا وسط الطبيعة الساحرة والهدوء وهو يجوب في عمق الأهوار ويتوسد “الجبيشة” العائمة على الماء بعيداً عن صخب المدن، وأن  يتعلم صناعة القيمر و “الطابك” الغذاء المشهور لدى سكان الأهوار .
يقول هيديوكي تكانو لـ “الصباح”: لم أجد مكاناً في العالم يجتمع فيه هذا التفرد والتميز مثل مناطق الأهوار في جنوبي العراق، هنا حيث بزغت أقدم الحضارات الإنسانية، وظلت 
هذه المجموعة من السكان صامدة أمام كل التغيرات والغزوات والحروب 
تحتفظ بخصوصيتها، وتحفظ للتاريخ صورة حقيقية عن صناع الحضارة 
الأولى. 
لقد قاوم سكان الأهوار كل مغريات الحياة وواجهوا قوى الاستبداد والطغيان التي مرت عليهم وظلت هذه الأقلية من الناس شاهداً على الحياة القديمة لسكان سومر.
كما أنه يدعم سكان الأهوار في أن يحافظوا على هذه البيئة الجميلة من خطر الجفاف الذي يداهم قراهم كل عام، وهو يبدي اعجابه في كيفية أن السكان هنا يحاولون حماية مناطقهم وإرثهم الإنساني والحضاري، لاسيما منظمة طبيعة العراق والسيد جاسم الأسدي الذي كان في ضيافته خلال زيارته إلى الأهوار.