بغداد: اسراء السامرائي
في سبيل محاصرة مشكلة التصحر، أعدت وزارة البيئة خارطة طريق بالتنسيق مع الجهات الحكومية لزراعة مليون شجرة في المناطق الصحراوية وصولاً إلى نهاية العام الحالي وتكثيف عمليات التوعية للاهتمام بالمناطق الخضراء في البيوت والمشاريع سعياً لتقليل مخاطر العواصف الترابية.
بالمقابل، دعا خبير في السياسات المائية إلى لاستثمار المياه الجوفيه وإقامة مشاريع استثمارية كبرى في الصحراء الغربية والبادية وعمل مصدات للرياح، إلى جانب إدارة ملف المياه بحوكمة رشيدة.وتأثرت البلاد مؤخراً بسلسلة من العواصف الترابية نتيجة عوامل عديدة منها هشاشة الأرض في المنطقة الغربية وتقلبات الجو من ناحية الرياح ودرجات الحرارة، والجفاف والتصحر، مما خلق جدلاً واسعاً بين الأوساط المعنية في سبيل إيجاد حلول ناجعة لها.وقال مدير دائرة التوعية والإعلام البيئي في الوزارة أمير علي الحسون لـ"الصباح": إن "الوزارة تعتمد خارطة طريق لمواجهة التغييرات البيئية التي أثرت سلباً في مناطق البلاد كافة".
وأشار إلى "التنسيق مع الجهات الحكومية من أجل زيادة المساحات المزروعة في المناطق الصحراوية لمواجهة العواصف الترابية، ومن المؤمل أن تظهر النتائج نهاية العام الحالي". ولفت الحسون إلى "التركيز على جانب التوعية البيئية بهدف حث المواطنين على زراعة المناطق المحيطة بمنازلهم، أو القطاعات العامة والخاصة سواء كانت تجارية أو صناعية أو تربوية لاسيما بعد زيادة تأثر البلاد بالعواصف الترابية، والتصحر والتغير المناخي وتذبذب درجات الحرارة".
وبين أن "تركيز الوزارة ينصب على الجانب الغربي من البلاد، لأن أغلب العواصف الترابية منشؤها من هذه المنطقة نتيجة وجود الكثبان الرملية، لذا توجد خطة لزراعة المساحات الخالية ضمن مشروع المليون شجرة خلال العام الحالي، فضلاً عن تنويع طرق الري باستخدام التقنيات الحديثة بالتقنين أو التنقيط أو المرشات لجعل المناطق الصحراوية خضراء". بدوره، قال الخبير في السياسات والستراتيجيات المائية في جامعة دهوك رمضان حمزة لـ"الصباح": إن "إدارة الملف المائي بحوكمة رشيدة تمثل حلاً مهماً لحل مشكلة التغييرات المناخية وتأثيرها المباشر في البلاد، لكن ذلك يتطلب تخصيصات مالية لإعادة ترميم وصيانة المشاريع القائمة وإقامة مشاريع استثمارية كبرى في الصحراء الغربية والبادية وعمل مصدات للرياح".ودعا حمزة إلى "استثمار المياه الجوفية في المناطق الصحراوية، إلى جانب مياه السيول، لأن ذلك يدعم التحول من صحراء جرداء ومصدر للعواصف الغبارية إلى زراعة الأشجار ومنها النخيل والأعلاف وغيرها من المحاصيل ذات المردود الاقتصادي للبلد، إضافة إلى ترقية القرى والقصبات المحاذية للصحراء إدارياً لتمكنيها من الشروع في أعمال تنمية هذه المناطق".
تحرير: علي موفق