عالَم مارك و ماسك

الصفحة الاخيرة 2022/05/09
...

عبد الهادي مهودر
 

عالم جديد وجدنا أنفسنا فيه من دون حاجة لأخذ موافقتنا فنحن نخوض مع الخائضين ولا ندري إلى أين، غيمة تويتر أينما تذهب فخراجها عائد للسيد (ايلون ماسك) وغيمة فيسبوك خراجها عائد للسيد (مارك زوكربيرغ) وجيشهم الرقمي أوله عندهم وآخره في بيوتنا وليس على مشارف حدودنا التي لا تعبر منها حبة مخدرات واحدة، ونحن نقف أمام قوتين عظميين (فيسبوك و تويتر) كسرَتا التسلسل المنطقي للتطور بطفرات خيالية، ولو أطلقنا الخيال فربما يصبحان عضوين دائمين في مجلس الأمن الدولي ويملكان حق النقض وتبديل آليات التصويت التقليدية وإلغاء كلمات زعماء العالم على منصة الأمم المتحدة في نيويورك، فحسابات التأثير والجدوى اختلفت والشعوب لم يعد يجذبها الخطاب الرسمي والقناة الرسمية ولا يهزها مقال افتتاحي يحمل وجهة نظر الجريدة والحكومة، وكل الأنظار والعقول مركزة على شاشات أجهزة الاتصال والحواسيب ومتفاعلة عبر شبكات التواصل الاجتماعي والعالم الرقمي الرهيب، وقد آن الأوان للشعور الحقيقي بالقلق بالنسبة لحرس العالم القديم، وآن الأوان لتقيم الحكومات أفضل العلاقات مع هاتين الدولتين الساكنتين في بيوتنا وأرضنا وفضائنا الالكتروني، وهي علاقة إذعان للأمر الواقع وللعالم الذي يفرض نفسه ومفاهيمه الجديدة ويلغي مخلفات ومبادئ العالم القديم التي هلك بسببها ملايين البشر في حروب عبثية، وقد القى (زعيم العالم الجديد) الملياردير الأميركي إيلون ماسك، كلمته لشعبه الكبير حول العالم بعد حيازته (سلمياً) على ملكية شركة تويتر بمبلغ 44 مليون دولار، وتحدث بخطاب المنتصر عن (المدينة الرقمية ومستقبل البشرية وتحسين المنتج والخوارزميات المفتوحة المصدر وهزيمة روبوتات التغريد العشوائي) ورحّبنا نحن أبناء الشعب الافتراضي بهذا الخطاب (نحن معك ياريّس هشتكنا وبشتكنا يريّس…)، وأعرب البيت الأبيض الأميركي برئيسيه السابق والحالي عن القلق من قوة تأثير وسائل التواصل الاجتماعي بعد اتفاق ماسك مع تويتر، وحتى نعرف خطورة هذا الرجل فإن غلطة واحدة من غلطاته كلّفت شركته 14 مليار دولار، وتسببت تغريدة واحدة دوّنها ( إيلون ماسك)الرئيس التنفيذي لشركة تيسلا للسيارات الكهربائية، بتراجع القيمة السوقية لشركته لمجرد أنه رجّح أن سعر السهم يعد مرتفعاً للغاية، وحتى نعرف خطورة (مارك زوكربيرغ) فهو يملك كلباً مجري الجنسية اسمه (بيست) يبلغ عدد الإعجابات بصفحة الكلب على الفيسبوك مليوناً ونصف المليون، ولاحظ معي كم من الزعماء يغردون  وتذهب تغريداتهم مع الريح لكن إذا قال السيدان (مارك و ماسك) قال العالم وانقلبت الدنيا .. عاش تويتر، عاش فيسبوك، عاشت الأمة، والسلام عليكم.