متحف للقطع التراثية في بعقوبة

الصفحة الاخيرة 2022/05/17
...

 أحمد نجم
 
قادت هواية السيد فؤاد الصالحي «أبو علاء» وهو رجل سبعيني، باقتناء الأدوات والآلات والأجهزة التراثية إلى افتتاح متحف صغير وسط بعقوبة. 
دفعه شغفه الذي لم ينقطع منذ حوالي ثلاثين عاماً بتلك الأشياء المستلة من التاريخ إلى الاستمرار بعمله لغاية الآن رغم مردوده المادي البسيط.
لا يمكنك وأنت تدخل محله إلا أن تتأمل القطع المنتشرة في كل جوانبه، وما أن تسأل أبا علاء عن أي منها حتى يشرح موجزاً تاريخها وأصولها وكيفية شرائها.
تتنوع قطع المحل وتختلف حقبها التاريخية، وأقدمها سيف يعود للعصر المغولي عمره أكثر من سبعة قرون تقريباً، فضلاً عن سكاكين وخناجر عثمانية وفارسية، أما أقدم القطع على الاطلاق فهي جرة صغيرة تعود للعصر الفرثي “حوالي 2** سنة قبل الميلاد” ويعرف ذلك من خلال علاماتها المميزة من التزجيج والنقوش، أما الأباريق فتعود بعضها لعهد المماليك والعثماني أو الصفوي.
وتعود معظم العملات والمسكوكات إلى عهد الحاكم نادر شاه مؤسس الدولة الافشارية في بلاد فارس خلال القرن الثاني عشر الهجري، فضلاً عن وجود عملة يونانية قديمة يزيد عمرها على الألفي عام.
وكشف الصالحي عن معاناته الكبيرة عند تسليم بعض قطعه التراثية لمؤسسات الدولة لأن “الإجراءات الإدارية تأخذ وقتاً طويلاً مقارنة بالمبالغ المادية الزهيدة التي لا تدفع إلا بعد أعوام من المراجعات وأحيانا لا تدفع نهائياً” كما قال إن “شراءه لتلك القطع من بعض الهواة أو الرعاة يتطلب مبالغ غير قليلة”. 
وروى قصة خزنة يملكها في محله عمرها أكثر من قرن ونصف تعود لأسرة يهودية تركتها في أربعينيات القرن الماضي مقابل دين عليها لأحد أهالي بعقوبة ونجح أبو علاء في شرائها من ورثتهم قبل عشرين عاماً ويعتز بوجودها بجانبه حتى هذا اليوم.