حصيلة العاصفة: 4 آلاف حالة اختناق وسلسلة حوادث مرورية

العراق 2022/05/17
...

 بغداد: جنان الأسدي
 المحافظات: مراسلو الصباح
 
في مشهد مأساوي، خلفت العاصفة الترابية القوية التي اجتاحت البلاد أمس، أربعة آلاف حالة ضيق تنفس واختناق وعدداً من الحوادث المرورية، فيما توقعت هيئة الأنواء استمرار تأثر اغلب المناطق بموجة 
الغبار اليوم الثلاثاء.
واشتدّ تأثير العاصفة في العاصمة وبقية المحافظات هذه المرة، حتى حولتها إلى اشبه بمدن قديمة بسبب شدة موجة الغبار التي غطت أغلب المنازل والعمارات والدوائر والمؤسسات، إذ تكررت هذه العواصف بشكل قياسي خلال الآونة الأخيرة نتيجة عوامل عدة طال ذكرها منها التغيير المناخي والجفاف والتصحر وقلة الغطاء النباتي والأحزمة الخضراء. وأوضحت هيئة الأنواء الجوية في نشرتها: أن “التوقعات تشير إلى استمرار الرياح النشطة في أغلب مناطق البلاد، مسببة تصاعد الغبار اليوم الثلاثاء».  
بينما أعلنت وزارة الصحة، في بيان مقتضب أن “عدد حالات الاختناق في عموم البلاد نتيجة العاصفة وصل إلى أربعة آلاف حالة».  وأضافت أن “جميع تلك الحالات تلقت الرعاية الصحية اللازمة، إذ تراوحت بين الخفيفة والمتوسطة».  بدورها، قالت مديرة شعبة الإعلام في دائرة صحة الكرخ الدكتورة مروة منعم مجيد: إن “ردهات الطوارئ استقبلت أكثر من (447) حالة اختناق». وأوضحت أن “جميع المصابين تلقوا العلاج اللازم وخرج أغلبهم بعد تحسن حالاتهم الصحية، لكن ردهات الطوارئ ظلت تستقبل حالات ضيق التنفس حتى زوال العاصفة». أما دائرة صحة الرصافة، فقد أشار مصدر مخول فيها لـ”الصباح” إلى “تسجيل عشرات حالات ضيق التنفس والاختناق في المستشفيات».
وأكد أن “الملاكات الصحية بذلت جهوداً لمعالجة أغلب الحالات بسبب الزخم الكبير على المستشفيات».    
وفي النجف، لفت مدير إعلام الصحة سالم نعمة لـ”الصباح” إلى “ورود أكثر من 250 حالة اختناق إلى المستشفيات، اذ تم التعامل معها وتقديم العلاجات اللازمة». وأضاف أن “الدائرة نشرت تعليمات وقائية للتعامل مع الغبار عبر مواقع التواصل، واوصت بعدم الخروج إلا للضرورة القصوى، وإغلاق جميع المنافذ في المنازل والسيارات».  كما قال مدير صحة كركوك الدكتور نبيل حمدي لـ”الصباح”: إنه “تم تجهيز المؤسسات الصحية بالأوكسجين والأدوية الموسعة للقصبات والمضادات الحيوية وكمامات الوجه الواقية للتعامل ومعالجة حالات الاختناق».   
بينما أعلنت صحة نينوى ارتفاع أعداد حالات ضيق التنفس إلى أكثر من 500 حالة.  
وبين مدير طوارئ مستشفى ناحية القيارة الدكتور ارشد النعيمي لـ”الصباح” أن “أكثر حالات الاختناق غير المسيطر عليها كانت لدى المسنين والأطفال ما دون عمر 12 عاماً، حيث شهدت طوارئ مستشفيات ناحية القيارة والشورى وحمام العليل وقضاء الحضر زيادة كبيرة بالحالات، لذا تم نقل المصابين إلى مشافي الموصل».
من جهته، قال مدير صحة بابل الدكتور ميثم الأعرجي لـ”الصباح”: إن اكثر من 500 حالة اختناق سجلتها المؤسسات الصحية، إذ تم فتح عيادات خارجية في مركز الحلة والأقضية والنواحي واستنفار الملاكات لتقديم الخدمات الطبية». 
من جانبه، قال مدير إعلام مديرية الدفاع المدني العميد جودت عبد الرحمن لـ”الصباح”: إن “الفرق الجوالة التابعة للمديرية انقذت عدداً من المواطنين بعد تعرضهم إلى الاختناق بسبب العاصفة الترابية الشديدة». 
وتابع أن “المديرية سارعت إلى نشر عجلات الانقاذ عند تقاطعات الطرق الرئيسة، فضلاً عن نشر فرق جوالة مجهزة بأجهزة الانعاش». وبشأن أزمة العواصف ايضاً، قال مدير إعلام مديرية المرور العميد الدكتور زياد القيسي لـ”الصباح”: إنه “تم تسجيل ثمانية حوادث مرورية نهار يوم أمس بسبب العاصفة، في وقت تم فيه إصدار توجيهات للمفارز المرورية المنتشرة في الشوارع بارتداء السترة واستخدام العصا الفسفورية لتكون مرئية بالنسبة لأصحاب المركبات». بدوره، قال مدير الأنواء الجوية والرصد الزلزالي في السليمانية اسو كمال لـ”الصباح”: إن “العاصفة الغبارية أثرت في إقليم كردستان بشكل مباشر، إذ وصل مدى الرؤية إلى 100 متر بسبب شدتها».
وأكد أن “العاصفة ستبدأ بالانحسار تدريجياً، لكن تأثير الغبار الخفيف قد يستمر لأيام”، داعياً المواطنين إلى اتخاذ الإجراءات الكفيلة للوقاية منها». 
وعطلت أغلب المحافظات يوم أمس الدوام الرسمي بسبب شدة العاصفة، فيما تم إيقاف الحركة الجوية في المطارات بسبب انخفاض مستوى الرؤية إلى نسب متدنية.
 
تحرير: علي موفق