{موسيقى الكترونيَّة} من أشجار الفطر والصبار

علوم وتكنلوجيا 2022/05/17
...

 ترجمة: ثريا جواد
 
موسيقيون وعلماء مسلحون بأقطابٍ كهربائيَّة يتمُّ توصيلهم  بأشجار الفطر والصبار لتشجيع البشر على إعادة الاتصال بالأرض، حيث إنَّ النباتات لا تصنع الموسيقى في الواقع بشكلٍ مباشرٍ، ولكنْ بالنسبة للموسيقي تارون نايار يبدو كان نشطاً في ما يتعلق بـ"الموسيقى العضوية" وظهر ذلك واضحاً في مقاطع الفيديو الخاصة به لنبات الفطر الذي يصنع مناظر صوتيَّة محيطة هادئة وحصد بالفعل أكثر من نصف مليون متابع على منصة "التيك توك" و25 مليون مشاهدة.
الفنان الإلكتروني وعالم الأحياء السابق يقضي الصيف في جزر الخليج الشماليَّة لكولومبيا البريطانيَّة مع الأخوين شيلدريك: ميرلين مؤلف كتاب "الحياة المتشابكة" الأكثر مبيعًا كيف تصنع الفطريات عوالمنا وتغير عقولنا وتشكل مستقبلنا" والمنتج وكاتب الأغاني كوزمو لذلك يبدو من الطبيعي أنه سيبدأ في البحث عن الفطر ليس لأكله ولكنْ للاستماع إليه.
يصنع نايار بعبارات بسيطة "موسيقى نباتيَّة" يتم إنشاؤها عن طريق توصيل الأقطاب الكهربائيَّة وأجهزة التوليف المعياريَّة بالنباتات وقياس طاقتها الكهربيَّة الحيويَّة التي تؤدي بعد ذلك إلى إحداث تغييرات ملحوظة في المركب، ويصف العمليَّة بأنها آلية للتغذية المرتدة البيئيَّة أنه يعتمد على المقاومة الجلفانيَّة وهو المبدأ ذاته الذي تعمل به أجهزة كشف الكذب البسيطة.
كانت المرة الأولى التي جرَّبَ فيها النباتات في أحد تلك الفصول الصيفيَّة بعيدًا مع الباحث روبرت شيلدريك رأى نايار نباتًا (عنب الثيمبل) ينمو خارج مقصورته وربط الأوراق بمركبٍ برمجي يعزف على البيانو  واستمع إليه. ويعتقد نايار وآخرون مثله أنَّ هذه التجارب مع صوتنة النبات ضروريَّة في إقامة روابط أعمق مع العالم الطبيعي.
بالنسبة للموسيقي الإلكترونية نوح كالوس الذي انتشرت له مقاطع فيديو بشكل كبير لتجاربه التي تربط أجهزة المزج بـ (الكروم) لإنشاء إيقاعات ثلاثية حيث قال: في عملي ألتقط الإشارات وأستخدمها بشكل فني لتجربة هذا المستوى من التفاعل يساعدك بالتأكيد على الشعور بمزيدٍ من الترابط وهناك شخص آخر يقوم أيضًا بتجربة أصوات النباتات وهو جو باتيتوتشي  الرئيس التنفيذي لشركة داتا غاردن وهي شركة "صوتنة البيانات" التي يترجم تطبيق البيانات الحيوية للنباتات إلى موسيقى وبمساعدة التطبيق أصدر للتو رقمًا قياسيًا من نباتات القنب.
يقول باتيتوتشي: "إنَّ قيمة الاستماع إلى النباتات تتعلق حقًا بالتواجد الفائق في اللحظة مع الطبيعة" إنه تذكير بأننا جميعًا جزءٌ من هذا النظام نفسه أتمنى أنه عندما يقوم الناس بهذا الارتباط  فإنهم يفهمون أنَّ تدمير الأرض يدمر أنفسنا.
الشعور بالإلحاح البيئي هو الذي دفع الانجليزية ميليس فنانة صوت ومصمم بيئي هي تصنع الموسيقى بالنباتات لاستكشاف إنشاء مناظر صوتية من النباتات منذ أكثر من 20 عامًا وأمضت ميليس عشرات الآلاف من الساعات في تطوير برامج وأجهزة لترجمة الانبعاثات الحيوية (أي الكهرباء والبيانات) من النباتات إلى ما تسميه "الصوتنة الجمالية" إنها تبني بيئات غامرة ومتجاوبة تترجم التفاعل بين النباتات والبشر إلى موسيقى. 
عندما كانت في فترة المراهقةً تعلمت ميليس الترميز وتدربت كمهندس صوت وفي منتصف العشرينيات من عمرها أصبحت الفنانة المقيمة في كلية لندن للاقتصاد حيث طورت طريقة لنسخ الإشارات الكهربائية من النباتات إلى العناصر الأساسية لتصميم الصوت ويبدو ذلك واضحاً من خلال الفيديو اللطيف لنبات الصبار يبدو وكأنه يغني وكأنه وسيلة للتحايل، لكنْ ميليس ونايار وآخرون يعملون مع النباتات يقولون إنه لا توجد تجربة مثل ذلك وإيجاد هذا الفهم لكيفية تفاعل العنصر الطبيعي مع التكنولوجيا المنزلية الخاصة وعلى أقل تقدير قد تقرب المشاهد الصوتية النباتية بعض الأشخاص من فهم العالم الطبيعي حتى لو صادفوا مقطع فيديو لبضع ثوانٍ فقط هؤلاء الفنانون جعلوا النباتات تغني وهم يطلبون منا الاستماع.
عن الغارديان