المهاجر الرقمي مصطلحٌ يستخدم في الإشارة إلى الشخص الذي ولد وتربي ونشأ قبل العصر الرقمي، ومع ذلك اضطر اضطرارًا للتكيف مع اللغة والممارسات الجديدة للتقنيات الرقميَّة.
وعادة يمثل "المهاجر الرقمي" المقابل لمن يطلق عليهم "المواطنون الرقميون" أي الأشخاص الذين ولدوا وتربوا في عالمٍ نوعي آخر قوامه الفضاء الشبكي الإلكتروني الإنترنتي والأجهزة الذكيَّة.
وعلى ذلك يقصد بالمهاجر الرقمي ذلك الشخص الذي ولد ونشأ قبل أنْ يوجد الفضاء الشبكي الإلكتروني وأجهزة الحوسبة الرقميَّة في كل مكان، فاضطر مرغمًا أنْ يتكيفَ مع هذه التقنيات ويتعلم كيفيَّة التعامل معها، وبصورة عامَّة يعدُّ من ولدوا قبل عام (1985) من القرن العشرين مهاجرين رقميين.
ونشأت فكرة "المهاجر الرقمي" من شكوى أنَّ المعلمين يواجهون أوقاتاً صعبة في التواصل مع الأجيال الجديدة نتيجة الفجوة التكنولوجيا؛ إذ إنَّ المتعلمين الرقميين يتحدثون لغة مختلفة عن لغة المعلمين المهاجرين رقميًا، وتلزم هذه الفجوة تغيير الطرائق التي يتفاعل بها المعلمون مع المتعلمين بما يقتضيه ذلك من حتميَّة تعلم كيفيَّة التعامل مع المستحدثات التكنولوجيَّة للعصر الرقمي.
ولم تسلم فكرة "المهاجر الرقمي" من الجدال والاختلاف حولها، فهي تتضمن الإقرار بوجود فجوة بين جيلين ولا تنطبق على من ولدوا قبل عام 1985 ممن كان لهم دورٌ وإسهامٌ في تطوير هذه التقنيات.
من جانبٍ آخر لا يأخذ مفهوم "المهاجر الرقمي" في الحسبان الأشخاص الذين استطاعوا بسلامة وإبداعيَّة التكيف مع العصر الرقمي، فضلاً عن أنه لا يأخذ في الاعتبار مجتمعًا كاملاً من الأطفال الذين لا يتوافر ولا يتاح لهم ذلك الفضاء الشبكي الإلكتروني أو الإنترنتي والتقنيات والأجهزة المحوسبة الذكيَّة الذين يجدون أنفسهم خارج نطاق كلا الجماعتين.
الأجيال التي سبقت الأجيال الرقميَّة الأصليَّة تشمل الجيل الضائع، الجيل الأعظم، الجيل الصامت، جيل طفرة. المواليد بالترتيب من الأكبر إلى الأصغر، تتراوح هذه الأجيال من (1883 - 1900)، (1901 - 1927)، (1928 - 1945)، (1946 - 1964) و(1965) حتى الثمانينيات على التوالي. بشكلٍ عام، تتميز هذه الأجيال بنوعٍ من الأحداث، مثل الكساد الكبير والحرب العالمية الثانية لأعظم جيل والجيل الصامت.
تصنيف الناس إلى المواطنين الرقميين والمهاجرين الرقميين مثير للجدل. يتفوق بعض المهاجرين الرقميين على المواطنين الرقميين في ذكاء التكنولوجيا، ولكنْ هناك اعتقادٌ بأنَّ التعرض المبكر للتكنولوجيا يغير بشكلٍ أساسي طريقة تعلم الناس. يعدُّ التصنيف الفعلي للأشخاص إلى مهاجرين وسكانٍ أصليين أمرًا صعبًا لأنَّ تبني التكنولوجيا الرقميَّة لم يكن ظاهرة موحدة في جميع أنحاء العالم. بالنسبة لأميركا الشماليَّة، يعدُّ معظم الأشخاص المولودين قبل العام 1980 مهاجرين رقميًا. يُطلق أحيانًا على الأشخاص الأقرب إلى الحد الأقصى للوسائط الرقميَّة، ما يعني أنهم بدؤوا في استخدام التكنولوجيا الرقميَّة في سن المراهقة المبكرة، وبالتالي فهم أقرب إلى المواطنين الرقميين من حيث فهمهم وقدراتهم.
يُعتقد أنَّ المهاجرين الرقميين أقل سرعة في التقاط التقنيات الجديدة من المواطنين الرقميين. ينتج عن هذا ما يعادل لهجة التحدث عندما يتعلق الأمر بالطريقة التي يتعلمون بها التكنولوجيا ويتبنونها. من الأمثلة الشائعة الاستخدام أنَّ المهاجر الرقمي قد يفضل طباعة مستند لتحريره يدويًا بدلاً من القيام بالتحرير على الشاشة.
قد يُعتقد أنَّ الأجيال الأكبر سنًا أقل عرضة للتكيف مع التقنيات الحديثة والمنصات الاجتماعية، مفضلين ما يعرفونه وما هم على دراية به. ومع ذلك، قد لا تكون هذه هي الحال تمامًا. وجدت دراسة من تحليل مركز "بيو" للأبحاث التابع لمكتب إحصاءات العمل أنه في العام 2000، كان 14 ٪ من الأشخاص فوق 65 عامًا من مستخدمي الإنترنت، والتي نمت إلى 73 ٪ بمرور الوقت. أيضًا، 53 ٪ من الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا هم من أصحاب الهواتف الذكية. فضلاً عن ذلك، من المرجح أنْ ينظر الأميركيون الأكبر سنًا إلى التقنيات الحديثة في ضوء إيجابي. ربما بسبب الآثار الإيجابية للتكنولوجيا في مجالات مثل الاتصالات.
بالنسبة للأجيال الأكبر سناً التي لا تتكيف مع المنصات الرقميَّة الجديدة، قد يكون ذلك بسبب نقص الفهم أو الثقة أو الدافع في ما يتعلق بالمنصَّة. يمكن أنْ تكون هذه الأسباب بمثابة حاجزٍ أمام الدخول. كلما زاد تعرضهم لتلك التكنولوجيا، زاد احتمال تمكنهم من تبنيها.