انفراجة «البيت الكردي» تلوح من السليمانية

العراق 2022/05/23
...

 بغداد: مهند عبد الوهاب
 
احتضنت مدينة السليمانية أمس الأحد، أولى تباشير الانفراجة المرتقبة بين الكتل السياسية في "البيت الكردي" ما يمهد الطريق لحلحلة الأزمة السياسية في البلاد، وعدّ مراقبون الخطوة التي تمثلت بلقاء رئيس إقليم كردستان نائب رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني نيجيرفان بارزاني أمس بالقيادات الكردية في السليمانية بمثابة خطوة أولى مهمة لحلحلة الانسداد السياسي والاتفاق على مرشح رئاسة الجمهورية والمضي بمهمة تشكيل الحكومة، في وقت تتجه فيه الأنظار صوب الوفد التفاوضي الذي شكّله النواب المستقلون لعرض مبادرتهم على الكتل السياسية.
وذكر رئيس كتلة الصابئة المندائية، أسامة البدري، في حديث لـ"الصباح"، أن "المبادرة التي أطلقها المستقلون مازالت في حيز التفاهمات والمشاورات، ويستعد الفريق التفاوضي لترتيب مواعيد اللقاءات مع الكتل السياسية من حيث الأولويات"، وبيّن أن "الفريق التفاوضي يدرس الجوانب السياسية لكل مخرجات اجتماعات الكتل السياسية وتوجهاتها ورغباتها في تحقيق تشكيل الحكومة وفق نسق هي تجده مناسباً وفق مخططاتها ومنطلقاتها وأفكارها". 
وأضاف، أن "الفريق التفاوضي وضع أجندة لكل كتلة سياسية للتفاوض معها وتقريب وجهات النظر ودراسة المبادرة وإمكانية  الوصول إلى حلول تنهي أزمة الانسداد السياسي".
ورجح البدري أن تتوصل الأحزاب الكردية إلى اتفاق بشأن اختيار مرشح لرئاسة الجمهورية خلال الأسابيع المقبلة، مبيناً أنها "بداية لانتهاء الأزمة، ومن ثم المضي بمهمة تشكيل الحكومة".
من جانبه، قال المحلل السياسي، جاسم الغرابي، في حديث لـ"الصباح": إن "هناك حراكا سياسيا كبيرا يقوده رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، وممثله رئيس الإقليم نيجيرفان بارزاني حل في ضيافة حزب الاتحاد الوطني واجتمع مع كل الكتل الكردستانية الجيل الجديد والتغيير والمجموعة الإسلامية وغيرهم".  وأوضح أن "تقارب البيت الكردي سيفضي إلى نتائج مرضية، وبالنتيجة هناك بعض التنازلات قدمها الحزب الديمقراطي لهذه الأحزاب لغرض لملمة البيت الكردي، وسينعكس ذلك بالإيجاب على الوضع السياسي العام، والاتحاد الوطني لا يمكن أن يدير ظهره للإطار التنسيقي، وستكون هناك مباحثات بين الإطار والبيت الكردي بصورة عامة". 
وأشار إلى أن "التئام البيت الكردي وفق هذا الحراك الذي يجري خلال اليومين المقبلين، سوف يفضي إلى مباحثات كاملة مع تحالف السيادة والإطار التنسيقي لبلورة فكرة جديدة ومشروع جديد تنتج عنه خطوات إيجابية، خصوصاً إذا ما علمنا أن التيار الصدري ذاهب إلى المعارضة في هذه الفترة التي أعطاها للفرقاء السياسيين، والتي مضت عليها خمسة أيام من أصل ثلاثين يوماً".
في غضون ذلك، وفي خطوة حملة تباشير الانفراج لجزء كبير من الأزمة السياسية، أوضح رئيس إقليم كردستان، نائب رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني، نيجيرفان بارزاني، إمكانية حل المشكلات والخلافات بين القوى السياسية الكردية.
وقال بارزاني خلال زيارته إلى محافظة السليمانية، أمس الأحد: إن "حفظ سيادة العراق هو لمصلحة جميع المواطنين العراقيين"، مشيراً إلى "ضرورة الإسراع بتفعيل الاتفاقيات العسكرية المشتركة بين الحزب الديمقراطي والاتحاد الوطني الكردستانيين".
وتابع قائلاً: "على الحزب الديمقراطي والاتحاد الوطني الكردستانيين، العمل لإنهاء التحزب داخل قوات البيشمركة"، داعياً إلى "عدم زج قوات البيشمركة في الصراعات السياسية"، وأكد أن الهدف من زيارته لمحافظة السليمانية هو تبديد التوتر وتعزيز التضامن بين القيادات الكردية. ووصل بارزاني صباح أمس إلى محافظة السليمانية بصحبة الرئيس المشترك للاتحاد الوطني الكردستاني بافل طالباني للمشاركة في مراسم تخرج الدفعة السادسة عشرة من خريجي طلبة الكلية العسكرية.
وقال في كلمة خلال حفل التخرج: إننا "ما زلنا متواصلين مع الأطراف في العراق وإقليم كردستان لمعالجة الانسداد السياسي الحاصل"، وأضاف "لقد نجحنا في إيقاف الحرب الإعلامية بين الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني، كما توصلنا إلى أرضية لحل الانسداد السياسي"، مردفا بالقول إنه "لا توجد مشكلات لا يمكن حلّها، ولكن هناك الكثير من العقبات التي تظهر بين الحين والآخر".
وعقب مراسم التخرج، عقد نيجيرفان بارزاني المبعوث من قبل رئيس الحزب الديمقراطي مسعود بارزاني، اجتماعاً مع بافيل طالباني في لقاء استمر لأكثر من ساعة، بحضور نائبي رئيس الإقليم ونائب رئيس حكومة إقليم كردستان وأعضاء من المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني، وناقشوا العلاقات الثنائية بين الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني.
والتقى رئيس الإقليم كذلك كلا من: صلاح الدين بهاء الدين الأمين العام للاتحاد الإسلامي الكردستاني، وعمر سيد علي منسق حركة التغيير، وعلي بابير رئيس حزب العدالة الكردستانية.
تحرير: محمد الأنصاري