بغداد: مهند عبد الوهاب
يبدو أننا في العراق سنبقى ندور في حلقة مفرغة، وخصوصاً في هذه المرحلة لأغراض لا يعلمها إلا الله والراسخون في لعبة السياسة، فما إن يستبشر المواطنون خيراً بانتهاء أزمة أحد "البيوتات الثلاثة" للمكونات الرئيسية حتى تنفتق أخرى، فبعد أقل من 24 ساعة من التقارب الحزبي والسياسي الذي احتضنته السليمانية في "البيت الكردي"، أكد مراقبون وسياسيون أن فك شفرات الأزمة الحقيقية يتمثل بحل المشكلة القائمة في "البيت الشيعي" بين الإطار التنسيقي والتيار الصدري.
وقال النائب عن دولة القانون، محمد الشمري، في حديث لـ"الصباح": إن "الأمور ما زالت غامضة حتى الآن، ومبادرة الإقليم لم نعرف أية تفاصيل عنها، بل ما رشح هو مجرد الخطوة الأولى المتمثلة بالزيارات وتقريب وجهات النظر بين الحزبين الكرديين، وما يتبع هذه الخطوة لم يعلن بكل التفاصيل".
وأضاف، أن "الإطار التنسيقي مع حل الأزمة، ويده ممدودة للجميع ولا يوجد أي استثناء أو فيتو أو توجس تجاه أي كتلة حزبية أو سياسية، ولا توجد أية خلافات داخل الإطار بشأن هذا التوجه" .
وبيّن أن "بداية الخطوات باتجاه حل الأزمة تبدأ من فتح أبواب الحوارات والمناقشات وبحضور جميع الكتل السياسية، من أجل الوصول إلى نقاط ومشتركات من شأنها أن تُعبّد طريق حل أزمة الانسداد السياسي" .
وأكد الشمري، أن "تقارب وجهات النظر بين الحزبين الكرديين هو أيضاً جزء من الحل؛ ولكن تبقى المسارات السياسية الأفضل هي الحوار والمناقشات والتوافق على حلول منطقية تساعد بالحفاظ على أسس العملية السياسية والمضي بها لتشكيل الحكومة" .
بدوره، رأى المحلل السياسي، الدكتور طالب محمد كريم، في حديث لـ"الصباح"، أن "المشكلة السياسية بين الأحزاب الكردية هي مشكلة مُركّبة، بمعنى أن هناك مشكلة داخل الإقليم، وتفاقمت المشكلة بعد غياب الشفافية وعدم وجود تفاهمات في إدارة الإقليم وتوزيع الثروات ومواقع الحزبين داخل إقليم كردستان، وهذه تحكمها رؤية سياسية وتفاهمات مع الأحزاب السياسية الشيعية الكبيرة، وربما خاضعة لتفاهمات دول مجاورة" .
في غضون ذلك، أعلنت النائب ڤيان دخيل، المتحدث الرسمي باسم كتلة الحزب الديمقراطي الكردستاني أمس الثلاثاء، أن الحزب ثابت على موقفه من منصب رئيس الجمهورية ومرشحه " ريبر أحمد" وزير داخلية الإقليم لهذا المنصب.
وقالت دخيل في بيان: "إننا ماضون مع شركائنا وحلفائنا بهذا الاتجاه، ومنفتحون على كل الأطراف الأخرى التي همها الوصول إلى حل لهذا الانسداد السياسي والمضي بتشكيل الحكومة بما فيه مصلحة البلد والشعب العراقي بجميع أطيافه" .
تحرير: محمد الأنصاري