الموجات الغبارية تفتك بالمحاصيل الزراعية وتهدد صحة الإنسان وبيئته

العراق 2022/06/02
...

 السماوة : أحمد الفرطوسي
 
بين عواصف ترابية قادمة من مناطق قريبة وبين أخرى غبارية عابرة من دول إقليمية، فقد أمست العواصف الغبارية التي يشهدها العراق بشكل متكرر خلال الشهرين الماضيين، سبباً في إضافة خسائر اقتصادية باهظة للبلاد، لاسيما على القطاع الزراعي الذي يعاني من مشكلات كبيرة متعلقة بشح المياه واتساع رقعة الآفات الزراعية.
وقدّرت وزارة التخطيط خسائر البلاد جراء العواصف الترابية بنحو عشرة مليارات دينار، أغلبها على القطاع الزراعي بما فيه الدواجن والماشية، فضلاً عن قطاع النقل والتجارة والصناعة.
وقال مدير زراعة المثنى عامر جبار لـ"الصباح":إنَّ"المحافظة تشهد سنوياًخلال شهري آيار وحزيران، عواصف ترابية تضرب المناطق الحدودية مع المملكة العربية السعودية، بيد أنّ َهذا العام شهد عواصف غبارية قوية ومتصلة ولمدد متقاربة كما أنها غطت ليست المحافظة فحسب وإنما تجاوز تأثيرها أغلب مناطق البلاد ودول الخليج العربي".
وأضاف أنَّ"بساتين النخيل والمساحات المزروعة بالحنطة والشعير تضررت أيضاًبسببها بشكل كبير بالتزامن مع موسم حصادها، إذ تكبدت بعض الأماكن خسائر كبيرة من خلال شدة الرياح الغبارية والتي كانت تحجب عنها أشعة الشمس ما أسهم بنقل الحشرات والديدان لها وتلفها، وبالتالي تحميلها خسائر إضافية".
من جانبه قال المزارع وليد عبدالله لـ"الصباح": إنَّ"الغبار يمنع الاوكسجين من الوصول إلى المزروعات، إضافة إلى إسهامه بانتشار حشرة عنكبوت الغبار التي تدمر بدورها المحاصيل الزراعية والنخيل وثماره"، مشيراً إلى أنَّ"الفلاحين بذلوا جهوداً كبيرة لزراعة محاصيل هذا الموسم، فضلاً عن المبالغ الطائلة التي خسروها في شراء البذور والأسمدة وتكاليف الزراعة الأخرى".
وللتخفيف من وطأة العواصف الغبارية، فأن البلاد بحاجة إلى خطط ستراتيجية بعيدة المدى متمثلة بالأحزمة الخضراء وحماية الغطاء النباتي الصحراوي لا يأتي بين ليلة وضحاها، بحسب الخبير البيئي الدكتور علي حنوش.
 
تحرير: مصطفى مجيد