حراك أممي لفك الانسداد السياسي

العراق 2022/06/09
...

 بغداد: مهند عبد الوهاب  
 
مع قرب انتهاء المهلة التي أعلنها زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر للكتل السياسية لتشكيل الحكومة في 15 حزيران الجاري، كشف مراقبون سياسيون عن حراك مرتقب للأمم المتحدة في العراق تقوده رئيسة البعثة جينين بلاسخارت لمحاولة فك الانسداد السياسي الحاصل ومحاولة تقريب وجهات النظر بين الفرقاء.
وقال النائب عن كتلة النهج الوطني، أحمد الربيعي، في حديث لـ”الصباح”: إن “وتيرة حراك النواب المستقلين متصاعدة وجيدة باتجاه التفاوض والتفاهم مع الأحزاب والجهات السياسية”, مبيناً أن “موقف الإطار التنسيقي إيجابي من مبادرة المستقلين، وزيارة لجنة المستقلين المفاوضة للإقليم بشأن المبادرة وتفاهماتها ليست نهائية”. وأضاف، أن “الكرة الآن في ملعب التيار الصدري، وفي حال استجابتهم لمبادرة المستقلين فستكون خطوات الحل سريعة وإنهاء الانفكاك السياسي والجدل بشأنه باعتبار أن بقية الأطراف متوافقة مع هذه المبادرة، كما أن هناك أطرافاً أخرى في التحالف الثلاثي يتوقف موقفها على موقف التيار الصدري».
من جانبه، بيّن المحلل السياسي، جاسم الغرابي، في حديث لـ”الصباح”، أن “الوضع السياسي العراقي حرج جداً بسبب التقاطعات السياسية التي مرت على البلاد وعدم الانتظام والتمسك بالمواعيد الدستورية وفقدان الثقة وصراع الإرادات بين الكتل السياسية (السنية والكردية والشيعية) بشكل عام».  
وأضاف أن “كل المبادرات التي طرحت من المستقلين ومن الإطار التنسيقي لا تسمن ولا تغني من جوع بدون موافقة التيار الصدري على ما يجري في الساحة، فهو متمسك بحكومة الأغلبية وقد أعطى مهلة ثلاثين يوماً وقد مضى منها عشرون يوماً، وننتظر إلى ماذا سيؤول قرار السيد مقتدى الصدر بعد انتهاء هذه المهلة».
وأشار إلى أن “جميع أبواب التيار الصدري مغلقة، وهو رقم صعب في المعادلة السياسية، وكل المبادرات لا يمكن أن تحل هذا المشهد إلا في حالة تحرك الأمم المتحدة والسيدة بلاسخارت التي تحركت فعلياً على الكتل السياسية السنية والكردية ولديها زيارة للحنانة في النجف الأشرف لمقابلة السيد مقتدى الصدر».  
وتابع أن “هناك مبادرة قد تلاقي أو لا تلاقي تجاوباً معها من قبل السيد مقتدى الصدر، وننتظر ماذا سيقول بعد أن تمضي الثلاثون يوماً التي أعطاها للكتل السياسية لتشكيل الحكومة وأنه ذاهب للمعارضة، ومن المحتمل أن يؤكد ذهابه للمعارضة بعد انتهاء المدة”, مبيناً أن “طريق جميع المبادرات اليوم مسدود ولا توجد حلحلة للوضع نهائياً».
في غضون ذلك، أعلن تحالف عزم، أمس الأربعاء، قيام وفد من التحالف برئاسة مثنى السامرائي بزيارة رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني بافل طالباني.
وقال بيان للتحالف إنه “جرى خلال الاجتماع بحث الأوضاع السياسية العامة في البلاد وتوحيد الجهود لتشكيل الحكومة الجديدة”، وأضاف، أن “السامرائي شدد على ضرورة تكثيف الجهود لتقريب وجهات النظر بين جميع الأطراف لتجاوز وضع الانسداد السياسي في العراق وحماية العملية الديمقراطية».
وكان طالباني التقى أمس الأول الثلاثاء في بغداد، قيادات الإطار التنسيقي، لمناقشة جهود تشكيل الحكومة المقبلة.
وذكر الإطار في بيان “استعراض مستجدات الوضع السياسي والأمني في البلاد، كما تم التطرق إلى الحوارات الجارية بين القوى السياسية حول تشكيل الحكومة”، وأكد الجانبان “أهمية التواصل الجاد بين جميع الاطراف لإنهاء حالة الانسداد السياسي التي تعاني منها العملية السياسية في الوقت الراهن، والإسراع في تشكيل حكومة تحفظ حقوق العراقيين بعيداً عن الإقصاء والتهميش».
على صعيد متصل، أكد القيادي في تيار الحكمة، جمال الشمري، أن حل البرلمان لم يعد خطاً أحمر بنظر قوى سياسية مهمة، وقال: إن “الانسداد السياسي قائم وكل المحاولات لطرح مبادرات تقرب الآراء تصطدم بمواقف متشددة من قبل أغلب الأطراف، ودون مرونة في تنازلات متبادلة تؤدي إلى حلحلة موضوعية للأزمة التي هي الأكثر خطورة بعد 2003 في المشهد العراقي».
وأضاف أن “حل البرلمان لم يعد خطاً أحمر في نظر قوى سياسية مهمة إذا لم تسفر المشاورات غير المعلنة حالياً عن نتائج”، مؤكداً أن في “نهاية حزيران الجاري ستحسم المسارات سواء بالمضي في تشكيل حكومة توافقية أو حل البرلمان” وفق توقعاته.
تحرير: محمد الأنصاري