بغداد: نوارة محمد
تخصص في الطب النفسي والأعصاب، وبدت المعالجة النفسية كل ما يشغله، لكنه دوره في الأدب ظل مستمراً، فقد كتب الدكتور حميد يونس المقالات والبحوث وخاض تجربة مهمة في الترجمة. يصف يونس رحلته بين الأديب والأكاديمي، وهو يقول: "الولوج إلى عالم الطبّ النفسي هو ولادة عسيرة لأنني وجدت المهنة غاية وليست وسيلة، وكان ذلك مسعاي منذ الصغر، كنت أستمع وأستمتع بحكايات الآخرين"، كما يضيف "واستشكلُ على
نواشزها، لكنني لم أفقه كيف أترجم ما أرى إلى أن تبحرت في قراءات الطبّ النفسي".
يتذكر يونس كيف وجد نفسه في هذين العالمين، ويوضح: قرأتُ ذات مرة في كتاب(on flirtation)، للمحلل النفسي آدم فيليبس، أن الطبّ النفسي نوعٌ من الأدب التطبيقي، إذ دائماً ما تجد في كليهما محاولة لحلّ مشكلة ما، أو علاج شخص ما، أو على الأقل تناول معاناة شخص ما، وهذا هو الأدب، لا سيما أن الطبّ النفسي يعمل على أساس يسمح للشخص بالإفصاح والاعتراف، كما هو محاولة لخلق حالة يستطيع فيها الشخص أن يتحدث عن نفسه على أكمل وجه ممكن، وفقاً لتعبيره.
ومؤخرا، يرى يونس أن المرضى يبدون متصالحين أكثر في تقبل زيارة الطبيب النفسي، كما أن العيادات بدت رائجة أكثر مما كانت عليه، لأسباب تتمثل في أن الحياة باتت أكثر سرعة وقلقاً وانهاكاً مما كانت عليه، الضغط النفسي، وزوبعة المواد الإدمانية وخارطتها تغيرت واستفحلت جداً.