بغداد: مهند عبد الوهاب
دفعت حالة التقارب بين الحزبين الكرديين (الاتحاد الوطني والديمقراطي) بقية أطراف العملية السياسية إلى تحركات مكثفة بين أربيل وبغداد استثماراً لهذه الانفراجة ومحاولة فك شفرة الانسداد المستعصية على الحل حتى الآن، في وقت أكد فيه الحزب الديمقراطي الكردستاني أن التحالف الثلاثي متماسك وأنه يشكل طرفاً رئيساً فيه.
وقال النائب عن كتلة الحزب الديمقراطي الكردستاني، المنضوي في التحالف الثلاثي، طعمة اللهيبي في حديث لـ”الصباح”: إن “التحالف الثلاثي ما زال متماسكاً، لكن لا يمنع أن هناك تفاهمات أخرى مع الإطار التنسيقي من أجل حلحلة الانسداد السياسي”, مبيناً أن “الحزب الديمقراطي يدعم أية مساعٍ للملمة البيت العراقي، ولكنه جزء من التحالف الثلاثي».
وأضاف، أن “مطالب الديمقراطي وفق الدستور وأن يفهم الآخر أننا عراقيون وحالنا حال البصرة وبغداد والنجف والموصل، ونريد أن يكون هذا الشعور سائدا لدى الجميع”, موضحاً أن “الإقليم فدرالي وتشكل وفق الدستور وليس خارج أطره، ونتعامل مع المركز بشكل فدرالي لأننا ضمن أطر الدستور» .
وبين أن “الديمقراطي ضمن التحالف الثلاثي الذي ينادي بحكومة أغلبية سياسية، والعمل البرلماني الناجح فيه معارضة قوية وفعالة وكلما كانت المعارضة قوية كان عمل البرلمان ناجحاً» .
من جانبه، ذكر الدكتور طالب محمد كريم، في حديث لـ”الصباح”، أن “المشهد السياسي واضح جداً وما زلنا في مرحلة الانسداد السياسي، بدليل أن السيد مقتدى الصدر أعطى رسالة من خلال الكتلة الصدرية أن يجهزوا استقالاتهم”، وبين أنه “لا يفهم من هذه الرسالة – إعلان الصدر- أنها تحمل في فحواها حل مجلس النواب، لأن حل المجلس يتم من خلال المادة 64 أولاً من الدستور العراقي التي تشير إلى أن ثلث أعضاء مجلس النواب يقدمون طلباً لرئاسة المجلس لحل المجلس، وهذا بتصويت الأغلبية وهو لا يتطابق مع النشاط
السياسي الأخير» .
وأضاف، أن “إعلان الصدر يحمل مضمون أن يتحول التيار الصدري إلى معارضة شعبية، وهذا تحول خطير على اعتبار أن جميع الحلول قد استنفدت وكل الوسائل انتهت، التي من خلالها يمكن تأليف حكومة وتأتي كاستحقاق للانتخابات الأخيرة» .
وأوضح أن “التحركات السياسية الأخرى مثل تحرك الإطار التنسيقي ما هي إلا استثمار للتفاهمات الأخيرة التي حدثت بين الحزبين الكرديين (الديمقراطي والاتحاد الوطني)، وبما أن حزب الاتحاد الوطني قريب جداً من الإطار الشيعي، فيمكن أن تستثمر هذه العلاقه أو التوافق بين الحزبين من خلال الإطار، ويمكن أن يتوصلوا إلى تفاهمات جديدة بشرط أن لا تكون بعيدة عن الكتلة الصدرية باعتبار أنها الكتلة الأكثر عددا في مجلس النواب العراقي» .
في سياق متصل، قال عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني، إدريس شعبان، إن الحزب ما زال طرفاً رئيساً في التحالف الثلاثي، وأضاف أن “السبب الرئيس خلف زيارة رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي ورئيس تحالف السيادة خميس الخنجر هو لإجراء مباحثات بشأن تشكيل الحكومة والخروج من الانسداد السياسي» .
وأضاف أن “الأمر الآخر يتمثل في التأكيد على أهمية وجود زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في المشهد السياسي العراقي، وأنهم يساندون مواقفه» .
من جانب آخر، ذكر النائب السابق عن تحالف الفتح، وليد السهلاني، أن المشكلة الحقيقية تكمن في تسمية الكتلة الأكبر، وقال في حديث صحفي: إن “الانسداد السياسي سيصل في قادم الأيام إلى نهاية وانفراجة من أجل خدمة البلد وعدم الإبقاء على حكومة تصريف الأعمال بقيادة مصطفى الكاظمي لكونها مقيدة ولن تتمكن من تحقيق ما يطمح له الشعب” .
وأضاف أن “المشكلة الحقيقية تكمن في تكوين الكتلة الأكبر التي سيخرج من رحمها رئيس الوزراء الجديد، إذ ما زال الوضع مختلفا عليه بشأن التحالف الذي سيشكل هذه الكتلة» .
وبين أن “هناك ترقبا لحل الأزمة داخل البيت الكردي بعد الحوارات التي حصلت مؤخراً بين الحزبين الاتحاد والديمقراطي، وهو مؤشر يدفع باتجاه حل الأزمة داخل البيت الشيعي والتحاور من أجل الاتفاق على رؤية موحدة لتشكيل الكتلة الأكبر» .
تحرير: محمد الأنصاري