إيجور روزين
ترجمة: شيماء ميران
أنتجت ماكاروف للمركبات، وهي شركة روسيَّة خاصة صغيرة، شاحنة بورلاك (Burlak) المثاليَّة التي تصلح قيادتها في القطب الشمالي وعلى الطرق الوعرة وجميع التضاريس. هذا الوحش الحديدي له القدرة على عبور الكثبان الثلجية والأشجار المتساقطة والصخور بارتفاعٍ يصل الى أكثر من خمسة أمتار، كما يمكنها عبور الأنهر والخزانات الجليديَّة وبحمولة تصل الى أكثر من طنٍ على متنها.
تم تصنيع بورلاك لتكون مناسبة للسفر على الطرق الشتوية والثلوج الكثيفة في المنطقة القطبية، شكلها الخارجي مبهر، فهي عربة مدنية ضخمة حجمها أكبر من عربة اورال– 4320 العسكرية، كما أنها أعرض بـ 0.24 م وأعلى بـ 0.70 م، ومن المستحيل الصعود الى كابينتها بدون سُلّمٍ خاص. تتمتع بعجلات ضخمة الحجم تتحمل حمولة تصل الى 2 طن فترفع الشاحنة عن الأرض بارتفاع 70 سم.
محركها مثبتٌ في المقدمة، لذلك تميل في الماء، ومن ثم تتم إعادة تنظيم ذاتها على السطح وتطفو الى الأمام. كما يشير المصنّعون الى أنَّ العربة لن تغرق تحت أي ظرفٍ من الظروف، لأنَّ الضغط داخل كل إطار من إطاراتها يتراوح ما بين 0.4 - 0.1، ما يسمح لها أنْ تطفو حتى مع وجود حمولة 2 طن إضافيَّة.
فضلاً عن أنَّ الأنظمة الرئيسة للشاحنة بدءاً من ناقل الحركة ونظام الفرامل وغيرها تكون مخفيَّة في صندوق يسمى (صندوق القارب)، الذي يتم تسخينه باستمرار من الحرارة الصادرة عن المحرك.
ولكي تطفو بورلاك ببساطة في الماء، وتكسر أي طبقة سميكة من الجليد حتى تتمكن من الخروج الى اليابسة أو الجليد الصلب بسهولة، تم تصميم كل شيء ليعمل على نحوٍ متقنٍ حتى في أعنف ظروف القطب الشمالي.
استوحى المطورون فكرة صناعة شاحنة ثقيلة تلائم جميع التضاريس أثناء قيامهم برحلة الى جبال الأورال، واتضح أنَّه لا توجد عربة قادرة بالفعل على عبور الأنهر والصعود فوق الأشجار الساقطة والصخور والسير على الطرق الجليديَّة.
في بادئ الأمر، وضعوا خطة لصناعة مركبة بحجم قياسي لهذه الغايات، لكنهم توقفوا قليلاً، لأنَّ هناك شركتين بدأتا بالفعل بمشروعين مشابهين في وقتٍ مبكر. وبدلاً من ذلك، قررت مركبات ماكاروف تصنيع شاحنة بحجم سيارة كاماز (وهي أحد أكبر الشاحنات المدنية الروسيَّة)، فأنتجت شاحنة تلائم جميع التضاريس، ومناسبة لمستكشفي القطب والشركات الكبرى التي تعمل على إنتاج النفط والغاز في القطب الشمالي.
وكان من المفترض أنْ تستخدم جهاز تعليق وبعض العناصر الأخرى من المركبات العسكريَّة المدرعة الخفيفة، لكنْ لعدة أسباب، كان على المصممين الابتعاد عن المفهوم الأولي لإعادة تصميم المركبات العسكريَّة الى مدنيَّة، وقررت تصنيع مركبة مدنيَّة تماماً (شاحنة القطب الشمالي) بدءاً من الصفر.
عن راشن بيوند