{بورلاك}.. وحشٌ حديديٌّ روسي

علوم وتكنلوجيا 2022/06/16
...

 إيجور روزين
 ترجمة: شيماء ميران
 
أنتجت ماكاروف للمركبات، وهي شركة روسيَّة خاصة صغيرة، شاحنة بورلاك (‏Burlak‏) ‏المثاليَّة التي تصلح قيادتها في القطب الشمالي وعلى الطرق الوعرة وجميع التضاريس. هذا ‏الوحش الحديدي له القدرة على عبور الكثبان الثلجية والأشجار المتساقطة والصخور بارتفاعٍ ‏يصل الى أكثر من خمسة أمتار، كما يمكنها عبور الأنهر والخزانات الجليديَّة وبحمولة تصل ‏الى أكثر من طنٍ على متنها.
تم تصنيع بورلاك لتكون مناسبة للسفر على الطرق الشتوية والثلوج الكثيفة في المنطقة القطبية، ‏شكلها الخارجي مبهر، فهي عربة مدنية ضخمة حجمها أكبر من عربة اورال– ‏‎4320‎‏ ‏العسكرية، كما أنها أعرض بـ ‏‎0.24‎ م وأعلى بـ ‏‎0.70‎ م، ومن المستحيل الصعود الى كابينتها ‏بدون سُلّمٍ خاص. تتمتع بعجلات ضخمة الحجم تتحمل حمولة تصل الى ‏‎2‎‏ طن فترفع ‏الشاحنة عن الأرض بارتفاع ‏‎70‎ سم.‏
محركها مثبتٌ في المقدمة، لذلك تميل في الماء، ومن ثم تتم إعادة تنظيم ذاتها على السطح ‏وتطفو الى الأمام. كما يشير المصنّعون الى أنَّ العربة لن تغرق تحت أي ظرفٍ من الظروف، ‏لأنَّ الضغط داخل كل إطار من إطاراتها يتراوح ما بين ‏‎0.4 - 0.1‎، ما يسمح لها أنْ تطفو ‏حتى مع وجود حمولة ‏‎2 ‎‏ طن إضافيَّة.
فضلاً عن أنَّ الأنظمة الرئيسة للشاحنة بدءاً من ناقل الحركة ونظام الفرامل وغيرها تكون ‏مخفيَّة في صندوق يسمى (صندوق القارب)، الذي يتم تسخينه باستمرار من الحرارة الصادرة ‏عن المحرك.
ولكي تطفو بورلاك ببساطة في الماء، وتكسر أي طبقة سميكة من الجليد حتى تتمكن من ‏الخروج الى اليابسة أو الجليد الصلب بسهولة، تم تصميم كل شيء ليعمل على نحوٍ متقنٍ ‏حتى في أعنف ظروف القطب الشمالي.
استوحى المطورون فكرة صناعة شاحنة ثقيلة تلائم جميع التضاريس أثناء قيامهم برحلة الى ‏جبال الأورال، واتضح أنَّه لا توجد عربة قادرة بالفعل على عبور الأنهر والصعود فوق الأشجار ‏الساقطة والصخور والسير على الطرق الجليديَّة.
في بادئ الأمر، وضعوا خطة لصناعة مركبة بحجم قياسي لهذه الغايات، لكنهم توقفوا قليلاً، ‏لأنَّ هناك شركتين بدأتا بالفعل بمشروعين مشابهين في وقتٍ مبكر. وبدلاً من ذلك، قررت ‏مركبات ماكاروف تصنيع شاحنة بحجم سيارة كاماز (وهي أحد أكبر الشاحنات المدنية ‏الروسيَّة)، فأنتجت شاحنة تلائم جميع التضاريس، ومناسبة لمستكشفي القطب والشركات ‏الكبرى التي تعمل على إنتاج النفط والغاز في القطب الشمالي.‏
وكان من المفترض أنْ تستخدم جهاز تعليق وبعض العناصر الأخرى من المركبات العسكريَّة ‏المدرعة الخفيفة، لكنْ لعدة أسباب، كان على المصممين الابتعاد عن المفهوم الأولي لإعادة ‏تصميم المركبات العسكريَّة الى مدنيَّة، وقررت تصنيع مركبة مدنيَّة تماماً (شاحنة القطب ‏الشمالي) بدءاً من الصفر.‏
عن راشن بيوند