احتفال بذكرى التقاعد

الصفحة الاخيرة 2022/06/20
...

عبد الهادي مهودر
لم يبق حدث إلا ابتدعنا له مناسبة للاحتفال به واحياء ذكرى مرور عام عليه، حتى أصبحت كل أيامنا مناسبات عامة أو خاصة، كتصوير حفرة في شارع فرعي ونشرها في مواقع التواصل والاحتفال بمرور عام عليها دون إصلاحها من قبل وحدة البلدية، وأخيراً ابتدع أصدقاء غادروا كلية الإعلام بجامعة بغداد، وهم في عز العطاء، الاحتفال بمرور عام على الإحالة على التقاعد، مستذكرين أيام العمل والأحداث التي رافقتهم ومنها حادث تفجير إرهابي بسيارة مفخخة في أحد مطاعم بغداد، لكن كل ما يتذكرونه عن الحادث بعد نجاتهم من الموت بأعجوبة بأنه وقع بعد دفع حساب وجبة  (يابسة على تمن ) وتناول لقمة واحدة منها فقط وليس قبل الدفع لشديد الأسف!
ولأن قانون التقاعد الجديد قد بدأ يلقي بالكفاءات خارج نطاق الخدمة، فالاحتفالات السنوية ستتزايد في كل بيت وحارة وشارع أو مركزياً في مديرية التقاعد العامة، وحتى هذا اليوم وبعد مرور نحو عامين على قانون التقاعد الجديد فالموضوع لا يزال يجذب المزورين كما في الكتاب المزور الأخير الذي نفته الأمانة العامة لمجلس الوزراء، مستغلين حالة الالتباس في احتساب عمر الموظف المحال على التقاعد، هل يتم عند بلوغه الستين أم عند اتمامه الستين؟ لكن العدد الأكبر احيلوا في الستين بالتمام والكمال وفي ذكرى أعياد ميلادهم باليوم والشهر والسنة؟ إذ تكون الاحالة هديتك عزيزي الموظف في عيد ميلادك السعيد ليقترن بيوم التقاعد الذي يحول الموظف الوقور إلى إنسان محتاج إلى عمل جديد لمواجهة متطلبات الحياة المعيشية والصحية الصعبة بمرتب شهري لا يوفر حياةً كريمةً لشرائح كثيرة من المتقاعدين، مع ذلك فهو لا يوزع دون صدور بيان رسمي يعلن إطلاق رواتب المتقاعدين أسوة بالموظفين المستمرين بالخدمة، ولست متأكداً لكن بيانات إطلاق الرواتب الشهرية ينفرد بها العراق عن جميع دول العالم باعتبارها تحصيل حاصل، ولعل هذا الإعلان بدأ كسياق في ظل شح الموارد المالية قبل عامين ومن المناسب أن تعود الأمور إلى طبيعتها ويتوقف التبشير بإطلاق الرواتب الشهرية بعد تجاوز تلك الأزمة وفي ظل الوفرة المالية الحميدة، مع خالص الود لزملائنا في إعلام وزارة المالية الذين ينتظر منهم المتقاعدون بشائر إضافية على الراتب او تخفيضات واعفاءات من السلف والقروض المالية والعقارية التي باتت تكسر ظهور المتقاعدين، ولأننا ولأنكم على طريق التقاعد حتماً محتوماً، فكل مبادرة هي فعل خير يحسب لكم ولوزارتكم الموقرة، وحتى لا تكون وجبات غداء الأصدقاء المتقاعدين اليومية (يابسة على
تمن).