معرض «الكائن كاكي» لسنان حسين

الصفحة الاخيرة 2022/06/22
...

 بغداد نوارة محمد
 
عُرف بسخريته من مرارة الواقع، حيث كائناته التي تجسد قسوة هذا العالم، واعتاد أن يرسم بطريقته الغرائبية الخاصة معبراً عن سلسلة التناقضات والأزمات التي يمر بها الإنسان.
سنان حسين الذي شارك في العديد من المعارض بدأ رحلته منذ أن لفتت انتباهه لوحات والده أول مرة، حين أعجب بسحر الألوان وهي تمتزج مع الفرشاة في لوحات معبرة، كما يعتقد أن "الموضوع له علاقة بالجينات، إذ ورثت فن الرسم عن والدي، الذي أثر بي بشكل كبير، عدا هذا وذاك كنت شديد الحرص على مراقبته وهو يعلق لوحاته على جُدران منزلنا. 
ويتابع "لقد بدأت أشعر بانتمائي لهذا العالم حين وقع الاختيار علي كأفضل طالب رسام في الابتدائية، وأظن أن شغفي بهذا العالم دفعني لأكون جزءاً منه". 
في عوالمه المتفردة اختار حسين لنفسه نمطاً خاصاً لا يرتبط بالفنون التشكيلية ومدارسها، لا سيما أنه يرى أن الخيال أساس الإبداع والخوض بصراعات هذا العالم مصنع للفنون وجمالياتها وأفكارها اللا منتهية، ويضيف أن "العيش بهذا العالم وحالة التشوه التي أصابته دفعتني لأجسد هذه الظواهر، وخاصة نزعة القسوة في الإنسان الذي لديه استعداد لاستدراج كل ما حوله لصالحه، كانت سبباً في تحديد مسار عملي ومعاصرة الحدث كوني شاهداً على هذا الخراب وصراع الإنسان مع ذاته مرة، ومع بقية المخلوقات الأخرى". 
محاولات الفنان بايجاد الحلول كبرت، "وإن كانت ضمن اللوحة الصغيرة إلا أن الطرح يجسد حالة توثيق للحدث برموز جادة وواقعية، بدءاً من الزراعة والتلوث البيئي، وصولًا لقتل الحيوانات البرية وغير ذلك"، وفقاً لتعبيره.  
حسين الذي قرر أن يترك قسم الهندسة ببغداد ليلتحق بكلية الفنون الجميلة قسم الرسم بدأ رحلته بمشاركته لأول مرة في المعرض الجماعي في قاعة حافظ الدروبي عام 2002، لكنه أقام معرضه الشخصي في قاعة دار الفنون "الكويت" عام 2008، ليقيم مؤخراً آخر معارضه الذي أطلق عليه "الكائن كاكي" في مدينة ميونخ الألمانية مع مجموعة من فناني أوروبا وأميركا. 
ويصف حسين معرض "الكائن كاكي" بأنه عبارة عن مجموعة من حيوانات مركبة مهددة بالانقراض كالباندا، والكوالا، وهو محاولة لإيقاظ الشعور الحسي لدى الإنسان وممارساته ضد هذه الحيوانات". 
وعن مشروعه المقبل يشير حسين إلى أن "كاكي" هو مشروعي الذي يجسد الخوف من الماضي والمستقبل، ومن الموت والحياة والدين، لعل هذا الخوف مرتبط بالحياة المعاصرة والرأسمالية والعولمة وسرعتها، لذلك خلق "كاكي" من الخوف والمجهول عن مصير هذه الكائنات.  
ويرى أن "كاكي" المتخفي دائماً والمتهكم بكل ما يحدث بهذا الكون، هو المسالم المتخدر، هو الذي وجد مزروعاً من بقايا زراعة الحيوان، هو المتخفي بين الأشجار المتبقية في الغابات قبل أن تُزال وتختفي أو تحترق، كائن يتحول ليكون بشرياً يطالب بحقوق الكثير، عاصر الحدث ليكون شاهداً على أي مأساة قد تحدث، هذا الطرح قد يتغير مساره بتغير الحدث.