القاهرة: اسراء خليفة
عادة ما يتميز التشكيلي العراقي بلمساته التي يعشقها محبو الفن، إذ يترك بصمة واضحة في أي مكان يرتاده وهكذا هو الفنان علي الطائي الذي استقر بمصر منذ أعوام وأسس "غاليري" للفن التشكيلي.
* كيف فكرت بتأسيس الغاليري؟
- تأسيس الغاليري لم يكن فكرة جديدة، ومنذ أعوام تدور في بالي، فمن لا يعرفني جيداً، فإنا ابن العراق ولدت في بغداد وترعرعت بها وانهيت دراستي الجامعية هناك ولظروف الحرب والمشكلات آنذاك قررت المغادرة على أمل العودة قريباً، ولكن الغربة كان لها سطوة أكبر فأجبرتني على المضي بها لأكثر من 16 عاماً.
* كيف تمكنت من تأسيس غاليري عراقي - في البيت المصري؟
كان تحدياً كبيراً، فمصر متميزة على كثير من الأصعدة، ووجود طير مغرد في سرب كبير قد يعد نوعاً من الاختلاف وقد يكون أمامه تحد كبير، إلا أني وجدت الدعم والمساندة في مصر التي أضافت جزءا كبيراً لنجاحي.
* هل هناك من يقدم أعماله أو يعرضها في الغاليري؟
- لا، فجميع المعروضات هي أعمالي الخاصة، وهي كثيرة ومتنوعة وجدران المكان لا تسع أحياناً، لأني لوحاتي الجدارية بأنماط مختلفة من رسم وتشكيل معادن وكولاج، فضلاً عن الأعمال الفنية اليدوية المصنوعة من الأقــمشة والمنســـــوجات مثل السجاد، المفارش، الوسائد، السيراميك والأخشاب.
* كيف هي بدايتك؟
- منذ الصغر كنت شغوفاً بالفنون اليدوية والحرف ومادة الرسم أو درس الفنية الذي كان من أحب الدروس في المدرسة، ومن هنا بدأت بتنمية مهاراتي وقدراتي حتى أصبح الفن هو أساسي في مناحي الحياة، نعم لم أدرسه أكاديمياً، فأنا خريج هندسة الحاسوب إلا أني حضرت ورشاً تعليمية ودروساً ومعارض لخيرة الفنانين سواء في العراق أو مصر، وكل هذا أسهم في تنوير ذائقتي الفنية.
* ماهي آخر أعمالك التشكيلية؟
- أنا لا أملك الآخر وليس لدي آخر في أعمالي، فكل يوم هناك منجز أو عمل أصنعه، وعندما أنهيه أبدأ مباشرة بآخر، لكن أحدثها لوحة سأشارك بها في معرض يحمل رسالة وصرخة ضد التعنيف الأسري والاجتماعي للإناث.
- ما هو رأيك بتطور الفن التشكيلي في العراق؟
قد تكون رؤيتي ضيقة وأفقي غير واسع، لأني غير مقيم هناك، وليس لدي إلمام كبير بتطورها أو تراجعها، ولكن من مشاهداتي أحيانا من خلال "السوشيال ميديا" أرى أن الفن في العراق يحتاج إلى نهضة كبيرة، ودعم حكومي لتسليط الضوء على المواهب الواعدة وتوفير مناخ ثقافي وفني لزيادة الإبداع والوعي الحسي عبر إنشاء مراكز ثقافية تعنى بالفنون التشكيلية، وقاعات عرض كبيرة،
وعودة دروس الرسم في المدارس كل هذه الأمور تعيد للفن التشكيلي العراقي زهوه وقوته، فنحن العراقيين نملك قامات كبيرة وأسماء عظيمة من الخزافين والرسامين والفنانين التشكيليين على مستوى العالم، أما عن تجارب الفنانين خارج العراق فتبقى تجارب فردية ولكل فنان ما سعى، وعلى قدر عطائه الفني وعلاقاته.
* من هم الفنانون الذين تأثرت بهم؟
- كثر هم، وربما أصبحوا نمطاً بأعمالي من شدة حبي لهم مثل الفنانة بهيجة الحكيم، ووداد الاورفلي، ونوري الراوي، ومخلد المختار وغيرهم.
-رأيك بالفنانين الجدد ومشاريعهم؟
أراها مشاريع تستحق الثناء والدعم، ولا بد أن نسلط الضوء عليها ونشد على أيادي صانعيها، لذا علينا أن ننشر توعية الدعم الفني للمبدعين.