الكاظمي يجري زيارتين إلى السعودية وإيران

العراق 2022/06/27
...

 بغداد: محمد الأنصاري
 طهران: محمد صالح صدقيان 
 
أجرى رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، أمس الأحد وأمس الأول السبت، زيارتين مهمتين إلى المملكة العربية السعودية ثم إلى الجمهورية الإسلامية في إيران، بحث خلالهما مع كبار المسؤولين في البلدين العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها والملفات المهمة والقضايا الإقليمية والدولية، وعبّر المسؤولون في الرياض وطهران للكاظمي عن تقديرهم وإشادتهم بدور العراق في تقريب وجهات النظر وجهوده في إرساء السلام والتهدئة في المنطقة. 
وعقد رئيس الوزراء مصطفی الكاظمي مساء أمس الأحد، مباحثات في طهران مع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي وعدد آخر من المسؤولين الإيرانيين، وذلك في مستهل زيارته الرسمية إلى طهران التي وصلها قادماً من المملكة العربية السعودية، وتمت إقامة مراسم رئاسية في قصر (سعد آباد) الرئاسي، حيث كان الرئيس الإيراني في مقدمة المستقبلين قبل أن يدخل الوفدان العراقي والإيراني قاعة المباحثات.
وذكر المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء في بيان، أن "رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي والرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بحثا توطيد العلاقات الثنائية بين البلدين، وتنمية سبل التعاون في مختلف المجالات، وكذلك ناقشا أهم الملفات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، والتي تنطوي على قضايا تخصّ أمن البلدين الجارين واستقرار المنطقة".
وجرى خلال اللقاء التأكيد على دعم "الهدنة في اليمن"، وتعزيز جهود إرساء السلام فيها، كذلك التأكيد على أن يكون الحل السلمي للأزمة نابعا عن الإرادة الداخلية لليمنيين.
وأشاد الرئيس الإيراني، بحسب البيان، بدور العراق، وجهوده في تقريب وجهات النظر وإرساء التهدئة في المنطقة، ما يعزّز من دوره وحضوره الإقليمي والدولي.
وعقب المباحثات، عقد الكاظمي ورئيسي مؤتمراً صحفياً مشتركاً في القصر الرئاسي، وقال رئيس الوزراء: إن "العلاقات العراقية - الإيرانية هي علاقات وثيقة ذات بعد جغرافي وتاريخي وثقافي وديني، وإن العلاقة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية مهمة جداً، وتربطنا مصالح مشتركة تصب في مصلحة شعبينا".
وأضاف، "اتفقنا على تعزيز العلاقات الاقتصادية، وكذلك جرى الاتفاق على جدولة ودعم برنامج الزيارة الأربعينية لزائري أبي عبد الله الحسين (ع)، فنحن مقبلون على الزيارة الأربعينية، وسنستقبل الزائرين بكل حفاوة".
وأكد الكاظمي، "لقد ناقشنا التحديات التي تمر بها المنطقة، واتفقنا على العمل سوية للمشاركة في تهدئة الأجواء بمنطقتنا"، وتابع: "كما تحدثنا في القضايا المصيرية التي تخص المنطقة، واتفقنا على دعم الهدنة في اليمن، ودعم الحوار لإنهاء هذه الحرب التي تضرر منها الجميع، واتفقنا على العمل نحو تذليل تحديات الأمن الغذائي التي تواجهها المنطقة بسبب الحرب في أوكرانيا".
من ناحيته، ذكر الرئيس الإيراني أن "المباحثات تطرقت لقضية التبادل التجاري والمالي بين البلدين، إضافة إلی التعاون في مجال النقل والطاقة والسياحة" .
وعلى هامش زيارته الرسمية إلى طهران، التقى رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان.
ولم يتطرق المؤتمر الصحفي المشترك بين الكاظمي ورئيسي، للعلاقات الإيرانية – السعودية، لكن مصادر مواكبة قالت: إن "هذا الملف كان في صلب المباحثات التي أجراها الكاظمي في طهران".
وذكرت المصادر لـ"الصباح"، أن "الكاظمي بحث في الرياض وطهران إمكانية عقد لقاء بين وزيري خارجية البلدين إيران والسعودية في بغداد"، لكن هذه المصادر رأت أن "السعودية تنظر إلی تقدم في المفاوضات اليمنية والجهود التي تبذلها طهران من أجل تعزيز الهدنة في اليمن للتوصل لحل للأزمة اليمنية؛ قبل اللقاء علی مستوی وزراء الخارجية".
وبشأن مضامين زيارة رئيس الوزراء إلى العاصمة الإيرانية طهران، رأى  الدبلوماسي الإيراني السابق، هادي أفقهي، أن "الكاظمي توج الحوارات السعودية الإيرانية الخمسة في بغداد، برسالة مهمة نقلها من الرياض إلى طهران مفادها إعادة العلاقات بشكل رسمي بين الدولتين والمضي بفتح سفارتي البلدين، وانتهاء الوساطة 
العراقية".
وعدّ أفقهي، أن "الجانب الإيراني استبشر خيراً بجهود الكاظمي بشأن إعادة العلاقات بين البلدين، إذ إن العراق سيستفيد كثيراً من إعادة العلاقات بين طهران والرياض، وبالتالي سيكون هناك محور إيجابي بالمنطقة يتمثل بإعادة العلاقات بين السعودية وإيران برعاية عراقية بعد خمس جولات من الحوار في بغداد".
وكان الكاظمي، قام بزيارة رسمية إلى السعودية في وقت سابق مساء أمس الأول السبت، والتقى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
وذكر المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء في بيان أنه "جرى خلال اللقاء التباحث في العلاقات الثنائية بين البلدين، وأهمية تطويرها بما يحقق مصالح شعبي البلدين الشقيقين، كذلك ناقش الجانبان عدداً من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وجهود ترسيخ السلام والتهدئة في المنطقة".
وأشار إلى أن "اللقاء شهد التأكيد على تدعيم التكامل الاقتصادي، والتعاون البيني بما يعزّز التنمية المستدامة في المنطقة، ويقوّي الجهود الثنائية لمواجهة الأزمات الاقتصادية".
وأكّد الطرفان، بحسب البيان، "على الدور البارز للعراق في تقريب وجهات النظر في المنطقة، والدفع بجهود التهدئة والحوارات البنّاءة إلى الأمام".
ثم أدى رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي والوفد الحكومي العراقي المرافق له، مناسك العمرة في مكة المكرمة، ثم غادر متجهاً إلى الجمهورية الإسلامية في إيران.