توثيق لمغامرة عائليَّة ابن بطوطة العراقي في مجاهل أوروبا

الصفحة الاخيرة 2022/06/28
...

 ديالى : أحمد نجم
 
استضاف اتحاد الأدباء والكتاب في محافظة ديالى الكاتب والفنان سعدون شفيق للحديث عن مغامرته العائلية بالسفر إلى معظم البلاد الأوروبية بسيارته الخاصة في صيف عام 1976 والتي وثقها بكتاب صدر حديثاً.
وقاد سعدون شفيق سيارته الـ "بولسكي" البرتقالية اللون برفقة زوجته واثنين من أبنائه في الأول من تموز عام 1976 في رحلة دامت 90 يوماً اكتشف فيها مجاهل أوروبا كما يسميها، متنقلاً بين مدنها مستعيناً بخارطة كبيرة كانت دليله الوحيد في تلك الرحلة، ولا يزال يحتفظ بها ضمن أرشيفه الواسع والممتد لأكثر من ستين عاماً قضاها متنقلاً في مختلف الفنون الصحفية والإذاعية والتلفزيونية.
وتحدث شفيق خلال الأمسية عن رحلته التي بدأها من بعقوبة باتجاه انقرة واسطنبول مروراً بكردستان العراق ثم العاصمة البلغارية صوفيا ثم بوخارست وبودابست وبراغ ووارسو العاصمة البولندية ثم برلين بشطريها الشرقي والغربي وامستردام فبروكسل ولوكسمبورغ وباريس ليتجه بعدها إلى المدن الإيطالية فلورنسا وروما والبندقية ثم جنيف وسالزبورغ النمساوية وفيينا وبلغراد والعاصمة المقدونية سكوبيا ثم أثينا وسالونيك ليختتم رحلته بالمرور ببيروت ودمشق وعمان قبل أن يعود إلى بعقوبة. وقال شفيق لـ "الصباح" إن "مغامرته تكمن بعدم الاكتراث لعديد المخاطر التي من الممكن أن يواجهها سائح شرقي في بلاد بعيدة، خاصة أنه لم يكن يعرف إصلاح عطلات سيارته المحتملة". وأضاف: لكون سيارتي البولسكي بولندية الصنع فقد استغليت زيارتي لوارسو وبحثت عن الشركة المصنعة لها واستقبلتني الملاكات العاملة في الشركة بحفاوة كبيرة وانبهار بقدرة سيارتهم على قطع كل تلك الطرق الوعرة، فهي لحظات سعيدة لا أنساها أبداً، خاصة أن الشركة استضافتنا وأهدتنا بعض قطع الغيار.
وضمن جولته في ألمانيا الشرقية زار داراً للنشر كانت تصدر مجلة "المجلة" التي كان يواظب على قراءتها ومراسلتها ونشر فيها بعض صوره الفوتوغرافية ليجد في أرشيف الدار رسائله التي بعثها إليهم محفوظة في قسم خاص لرسائل القراء من مختلف أنحاء العالم.
وينتمي الكتاب الذي وثق فيه شفيق رحلته العائلية إلى أدب الرحلات، لذا فقد استعار اسم ابن بطوطة ليشبه به رحلته التي اتجه فيها نحو الغرب بعكس رحلة ابن بطوطة في القرن الرابع عشر من الغرب إلى الشرق، ولم يكتفِ شفيق بتوثيق مشاهداته وما مر به من مواقف ومغامرات بل تعدى ذلك بتقديم نظرة تاريخية وجغرافية وأحياناً اجتماعية موجزة لمختلف المدن الأوروبية التي زارها.
ويعد سعدون شفيق من الجيل الإذاعي والتلفزيوني الرائد، وهو فنان شامل طرق مختلف أبواب الفن من تصوير وإعداد وتمثيل، فضلاً عن كتابة السيناريو والصحافة وعمله في قطاع التربية والتعليم والرياضة، وينشغل حالياً وهو في عقده التاسع بجمع أرشيفه الهائل 
وتوثيقه.