إيران ستطلب من العراق التوسط بينها وبين القاهرة

العراق 2022/06/28
...

  بغداد: مهند عبد الوهاب
توقعَ خبراء بالشأن الإيراني أن تطلب الجمهورية الإسلامية الإيرانية وساطة العراق لإعادة العلاقات بينها وبين القاهرة،فيما أكدوا على أن الخطوة القادمة ستكون لقاء وزيري الخارجيتين الإيرانية والسعودية في العراق.
 
وقال الباحث بالشأن الإيراني صالح القزويني: إن المفاوضات انطلقت قبل حكومة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي،واستمرت المباحثات والمفاوضات لأكثر من سنة،إذ تحولت إلى علنية بعد أن كانت سرية،مشيراً إلى أن كل ذلك كان بفضل العراق وحكومته.
وأضاف لـ"الصباح" أن هذا الأمر أن دل على شيء فإنما يدل على ثقل العراق ومكانته لدى البلدين السعودية وإيران وثقتهما بمكانة العراق وأهميته،والتي لولاها لما كانت هناك مفاوضات وتقارباً بين البلدين.
وبين القزويني أن هنالك عدة محاولات جرت بين إيران والسعودية من قبل عدة بلدان،لكنها لم تكن ناجحة،بعد أن رفضت السعودية جميع الوساطات إلا أنها وافقت على وساطة العراق.
وتابع أن إيران منفتحة جداً ومصرة على ضرورة إعادة العلاقات خاصة أن سياسة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي هي التقارب وتوطيد العلاقات مع دول الجوار،وهذا حصل عندما ذهب إلى عدد من دول الجوار لإبرام الاتفاقيات معها،في حين جاءت بعض الدول لإبرام الاتفاقيات مع إيران.وأكد أن سياسة الرئيس الحالي هي التقارب وإبرام الاتفاقيات وتوطيد العلاقات وتنميتها، وهذا ما أشار إليه في أول مؤتمر صحفي له بعد انتخابه رئيساً لإيران عندما قال: نحن ندعو إلى عودة العلاقات والخطوة الأولى فتح السفارات.
وألمح إلى أن إيران ليست لديها مشكلة منذ اليوم الأول والاتفاق على كل الملفات وإنهاء المشكلات وتصفيرها بين البلدين بعد ذلك تعود العلاقات،أفضل من عودتها ويبقى شيء في نفس البلدين.
وتوقع أن تكون الخطوة التالية في المفاوضات هي لقاء وزيري خارجيتي إيران والسعودية،لتعود العلاقات، معرباً عن أمله بأن يكون هذا اللقاء قريباً،إلا أنه في الوقت نفسه هنالك ظروف موضوعية،كزيارة الرئيس الأميركي بايدن إلى المملكة العربية السعودية الشهر المقبل والتوتر بين إيران والكيان الصهيوني،مشيراً إلى أن تسوية الملف النووي ستعجل في قضية 
العلاقات بين البلدين.
القزويني أشار إلى لقاء حصل بين وزير الخارجية الإيراني ورئيس الوزراء العراقي لبحث العلاقات بين الأولى والقاهرة، وليس من المستبعد أن تطلب إيران من العراق القيام بدور الوسيط لإعادة العلاقات فيما بينهما، فإذا نجحت وتوجت الوساطة العراقية وأثمرت عن عودة العلاقات الإيرانية السعودية، فمن المتوقع أن تطلب عودة العلاقات بينها وبين القاهرة والقيام بجولة مفاوضات مماثلة في العراق،خاصة أن العلاقات العراقية المصرية شهدت تطوراً في الآونة الأخيرة وهناك مشاريع مشتركة بين البلدين إضافة إلى الأردن فمن الممكن أن تسهم الوساطة في التقريب وإقامة العلاقات 
بين مصر وإيران.
من جانبه قال الخبير في الشأن السعودي الدكتور علي العامري: إن الصراع بين السعودية وإيران هو صراع وجودي.
وأضاف العامري لـ"الصباح" أن الصراع بين البلدين على الزعامة الدينية وهو صراع وجودي،ومن خلاله على السيادة والمكانة الإقليمية، مشيراً إلى أن هذا الصراع أزلي وكلما يحصل فهو لحظي لموجبات إقليمية وعالمية وأميركية. وأكد أن العلاقات يمكن أن تعاد بين البلدين لكن الصراع يبقى قائماً، منبهاً على أن جولة المفاوضات بين البلدين مستمرة وحسب الظروف 
التي تحيط بينهما.