التسويق الأخضر يُعزِّزُ التنافسيَّة بين المؤسسات الإنتاجيَّة

اقتصادية 2022/06/28
...

 بغداد: مصطفى الهاشمي وشكران الفتلاوي

نظم مركز بحوث السوق وحماية المستهلك دورة عن "تطبيقات التسويق الأخضر"، تناولت التعريف بالهدف الأساس لهذا النوع من التسويق، فضلا عن أهمية دمجه في ستراتيجية تسويق العلامة التجارية، الى جانب دوره في تعزيز المنافسة، وتطوير مفاصل الاقتصاد. باحثة المركز د. وصال عبد الله حسين أوضحت لـ «الصباح» أن التسويق الأخضر هو عملية نظاميَّة متكاملة، هدفها التأثير في تفضيلات الزبائن، بصورة تدفعهم نحو التوجه إلى طلب منتجات غير ضارة بالبيئة، وتعدل من عاداتهم الاستهلاكيَّة بما ينسجم بعدم الإضرار بالبيئة.

 
 
بحيث تكون المحصلة النهائيَّة الحفاظ على البيئة وحماية المستهلكين، وتحقيق هدف الربحيَّة للمؤسسة في ذات الوقت، مؤكدة أنَّ التسويق الأخضر يعني تسويق المنتجات التي يفترض أنّها آمنة بيئيّاً.
وبيَّنت حسين أنَّ "للتسويق الأخضر ثلاثة أهداف تتمثل بأنَّه يتعامل مع الزبائن في محاولة لتغيير عاداتهم لتكون أكثر توافقًا مع البيئة، كما يهدف لانتاج منتجات تحافظ على البيئة ومعالجة الأضرار التي تتعرض لها، الى جانب ذلك تحقيق الأرباح للشركات او المؤسسات".
 
وعي المستهلك
تابعت الباحثة أنَّ "كل مستهلك لديه وعي بيئي هو مستهلك أخضر، إذ يمكن تعريفه بأنَّه المستهلك ذو الوعي البيئي العميق، والذي يعتمد بشكل أساس على قيم يؤمن بها، تدفعه إلى تجنب شراء منتجات أي شركة مشكوك في توجهها البيئي، وليس فقط استهلاك السلع المضرة بالبيئة".
ولفتت حسين الى ان "المنتج الأخضر هو المنتج الذي يستخدم المواد الصديقة للبيئة، مع ضرورة متابعته خلال مراحل دورة حياته لضمان بقائه ضمن الالتزام البيئي، كما أن الإعلان الأخضر هو الذي يروّج لمنتجات وخدمات وأفكار المنظمة الصديقة للبيئة تهدف من وراءه تخفيض الأضرار البيئيّة".
 
الميزة التنافسيَّة
ونوّهت بأنَّ "الميزة التنافسيَّة للتسويق الأخضر، تعني القيمة التي يمكن للشركة أن تنشئها لزبائنها فضلا عن التكاليف التي تتحمّلها من أجل إنشاء هذه القيمة، بحيث تستطيع من خلال تلك الميزة ان تستحوذ على حصة كبيرة في السوق، وتتجاوز منافسيها من الشركات الأخرى، وعادة ما تكون الميزة التنافسيّة فريدة وصعبة التقليد ومتجددة".
وأشارت حسين الى انه "لدمج التسويق الأخضر في ستراتيجيَّة تسويق العلامة التجارية الشاملة لنشاط (زراعي، صناعي، خدمي) لا بد من توصيل الرسالة الخضراء من خلال الإعلانات (الرقميّة والتلفزيونيّة والراديو)، وتعزيز الجوانب الخضراء للمؤسسة من خلال المحتوى الذي تقدمه في جميع نقاط اتصال العملاء (الويب، مدوّنات، بريد إلكتروني، وسائل التواصل الاجتماعي، تسويق عبر الهاتف المحمول، مكالمات، وغيرها)".
وأكدت ضرورة "الاهتمام بأبحاث السوق وتصور النتائج لتثقيف المستهلكين والتوصية بإدخال تحسينات خضراء ضمن المؤسسة، فضلا عن شراكة مع مؤسسات ذات تفكير مماثل من أجل الترويج المشترك، الى جانب دعم البرامج الصديقة للبيئة والمبادرات المجتمعيّة المقابلة، والتركيز على الإنتاج الأخضر".
يذكر أن التسويق الأخضر، يعد من المفاهيم الحديثة نسبيا، وانبثق عن مفهوم المسؤولية الاجتماعية للتسويق وعن تنامي حركات حماية المستهلك في العالم، ويعد من المفاهيم وثيقة العلاقة بحماية البيئة، المسؤوليّة الاجتماعيّة، حماية المستهلك، فهو عملية تسويق وترويج للمنتجات التي تأخذ بالحسبان الأداء البيئي وعدم الإضرار بها.
 
تطبيقات عالمية 
ومن التطبيقات العالميَّة لهذا النوع من التسويق، تشتهر شركة Nike بإنتاج الملابس والأحذية الرياضيّة معتمدة بإنتاجها على المواد الخام كالبوليستر المعاد تدويره، كما تحرص الشركة على استخدام الطاقة المتجددة أثناء عمليات التصنيع مع تشجيع الموردين الذين يعملون معها بالالتزام بالمعايير والسياسات البيئيّة.
أما شركة اديداس فتقوم بتطوير حذاء قابل لإعادة التدوير بنسبة 100 % يصنع هذا الحذاء ليكون قابل للتجديد، ويمكن إرجاعه وتقسيمه لإنشاء زوج جديد تماما.
بينما تستخدم شركة ايكيا العديد من الأساليب والمصادر لإدارة النفايات وتجديد الطاقة. فإنَّ 90 % من مبانيها بها ألواح شمسيَّة، وتستخدم مزارع الرياح لتوليد الطاقة الكهربائيَّة، زرعت ملايين الأشجار.
 كما تحظى تويوتا بسمعة بيئيَّة بعد أن أحدثت ثورة حقيقيَّة في عالم السيارات البيئيَّة بإنتاجها أول سيارة بيئيَّة في العالم (سيارة بريوس) فهي تسهم في العديد من المبادرات والنشاطات البيئيَّة في إطار تبنيها لسياسة عملية الحد من انبعاثات غاز ثاني أوكسيد الكربون. وتستخدم المواد الخام من دون أن تحدث هدرا فيها (بكفاءة عالية)، وتعمل على الحد من الأخطار البيئيَّة خلال دورة حياة منتجها داخل المصنع. وأسهمت كل تلك النشاطات بتحسين صورة مؤسسة تويوتا في السوق العالمية، واكتسبت موقعا ايجابيا لها فيه، وزادت حصتها السوقيَّة، وخلق ذلك قبول لدى المستهلك العالمي والجهات الحكوميَّة وأصحاب المصلحة ككل بما يخدم توجهات وأهداف المؤسسة.