الأمومة الباب المغلق في حياة فيروز

الصفحة الاخيرة 2022/06/29
...

 بغداد: سامر المشعل
ظهرت في مواقع التواصل الاجتماعي، صورة لأول مرة تنشر للسيدة فيروز مع ابنها "هلي" من ذوي الاحتياجات الخاصة ويبلغ من العمر ستين عاما، وهو معاق من الحركة ويظهر جالسا على كرسي متحرك بلقطة عفوية ويتحدث مع شقيقه زياد الرحباني.
 
هذه الصورة كشفت عن حقيقة غائبة عن أذهان عشاق صوت فيروز، والتي عادة ما تسدل ستائرها على حياتها الشخصية بوجوه المتطفلين، وهي جانب الأمومة في شخصية بلبل الصباح، والتي تخطت عامها الـ87 وبعد أربعة أشهر سيحتفل عشاق فنها على امتداد العالم العربي، أي بشهر تشرين الأول بعيد ميلادها الـ88.
وأحد اهتمامات فيروز اليومية، هي رعاية ابنها على مدى ستين عاما، ولم تفارقه طيلة هذه السنوات، على الرغم من أن الكل يعرف أن فيروز تملك ثروة كبيرة، ومن الممكن أن تودعه في أية مصحة خاصة لترعاه، لكنها لم تستطع التخلي عن أمومتها وظلت لصيقة به وقائمة على خدمته.
بلبل الصباح فيروز التي يعانق صوتها إشراقة الشمس كل يوم، ويشيع البهجة والأمل في نفوس المستمعين، لم تعش بأجواء مثالية مثلما يتخيلها البعض، تتقلب بالترف ورغد العيش، إنما عاشت فواجع وصدمات اجتماعية وإنسانية كأم وزوجة، وما زالت تعيش هذه المعاناة الإنسانية.
للسيدة فيروز "1935 " أربعة أبناء من زوجها عاصي الرحباني هم : زياد الرحباني والمخرجة ريما والمخرجة ليال وهلي.
فقد عاشت فيروز صدمة كبيرة بعد رحيل ابنتها المخرجة ليال وهي في ريعان الشباب وكان عمرها 29 عاما، عندما توفيت بالسكتة الدماغية.
وبعد صعقة رحيل ابنتها "ليال" اعتزلت الغناء وانزوت بعيدا عن أنظار الناس وراحت تعتني بابنها "هلي" ولم تتحدث عنه قط في يوم من الأيام، لكن المقربين من السيدة فيروز يدركون حجم المعاناة التي تكابدها في حياتها، لتنتصر هذه الفنانة الكبيرة والأم الحنون إلى أمومتها، وظلت ترعى ابنها من ذوي الاحتياجات الخاصة طيلة 60 عاما، فالابن بنظر والدته طفل لا يكبر مهما بلغ من العمر عتيا. فتحية لفيروز الكبيرة في فنها
وإنسانيتها.