رجل الظلّ

الصفحة الاخيرة 2022/07/01
...

جواد علي كسار
 
ارتبط اسم غريغوري يكفيموفيتش (1869ـ 1916م) الفلاح السيبيري والرجل الأمي  المشهور بلقب «راسبوتين»، بحياة أسرة رومانوف الروسية، لاسيّما في السنوات العشر الأواخر من الحكم القيصري، قبل انهياره بثورة عام 1917م، وتصفية العائلة القيصرية كاملة.
كذلك ارتبط اسم ميخائيل سوسلوف (1902ـ 1982م) بالعهد السوفياتي، منذ ستالين حتى بريجينيف. لقد خلع سوسلوف رداءه ثلاثاً، وبقي مع ذلك يحمل عنوان مفكر الحزب ومنظّره وفيلسوفه، وصانع الملوك. فقد كان مع الستالينية منظراً لها، ثمّ ما لبث أن أصبح في قلب الخروتشوفية مُنظراً للانقلاب على الستالينية، ويوم أُطيح بخروتشوف بذريعة «الردة» و«الانحراف» عن النهج الماركسي ـ اللينيني، تحوّل إلى منظّر للبريجنيفية، حتى مماته!
مع روسيا ما بعد الاتحاد السوفياتي، لم نعد بحاجة إلى استدلال، لأهمية الدور الذي نهض به المهندس الشيشاني الموهوب فلاديسلاف سوركوف، في صناعة «البوتينية»، والأدوار الضخمة التي قام بها من وراء الستار، في دعم بوتين وترسيخ زعامته، ضمن أطروحة الديموقراطية الموجّهة، واستعادة روسيا لدورها العالمي.
اليوم، نجحت الصين في تحويل ليو. هي، خريج هارفارد المختص بالاقتصاد والسياسة والإدارة العامة، إلى رجل الظلّ الذي تُنسب إليه، مسارات التحوّل الكبرى في استراتيجيات الصين الاقتصادية، على عهد الرئيس الحالي شي. جين. بينغ.
ضمن هالة الفردية المضخّمة أو الرمزية الراسخة في التكوين النفسي للأمة الصينية، استبعدَ كثيرون أن يتحوّل ليو. هي إلى رمزية موحية، بل فيهم من شكّك بقدراته لاسيّما الإدارية، وتحدّث عن قابلياته في نطاق التنظير الفكري وحده، بيدَ أن تجربة الرجل تقول غير ذلك!
فمنذ أن نصب مؤتمر الحزب الشيوعي شي. بينغ رئيساً للحزب عام 2012م، دخل معه إلى مكتبه زميله السابق في الدراسة ليو. هي بصفة مستشار، ثمّ تحوّل من مستشار إلى عضو في المكتب السياسي، مع موقع مكين في التخطيط للاقتصاد وإدارته. لقد سجّل مسار الواقع على الأرض نجاحات كبيرة لهي، حتى تلاقت كلمة الجميع على وصفه الآن، بأنه رجل الظلّ القوي، في بناء استراتيجيات الصين الاقتصادية.
ملاحظة؛ لقد كتبتُ هذا العمود بدافع البحث عن رجل الظلّ القوي في الاقتصاد العراقي، لكني للأسف أعرف، أن تحقيق نهضة اقتصادية شاملة من دون تعديل المسار السياسي، من سابع المستحيلات!.