القاهرة: اسراء خليفة
هناك بعض الشوارع في منطقة القاهرة القديمة ترتبط بذاكرة القارئ العراقي ببعض الافلام والمسلسلات والمسرحيات، التي شاهدها من الفن المصري، ومن هذه الشوارع (شارع محمد علي)، الذي يشتهر بمحال الآلات الموسيقية من (دفوف وأوركات وأعواد وطبلات ومزمار وغيرها).
ولكي نتعرف عن قرب بهذا الشارع، الذي كان في السابق يزدهر بالفرق الموسيقية، التي كانت تسكن فيه، والراقصات الذين يقصدهم كلُّ من يجهز لمناسبة مثل حفلات الزفاف والخطوبة والولادة وغيرها.
كنت أنوي شراء (اورج) لابنتي التي تعشق الموسيقى، وقد أوصاني الجميع الذهاب إلى شارع محمد علي واتجهت اليه بعد عصر يوم دافئ من ايام القاهرة الصيفية، وكنت مقررة أن اكتب عن هذا الشارع، وقد وصلته أخيرا بشق الأنفس من شدة الزحام في وسط البلد .
شارع الفن
في وسط الشارع يوجد محل كبير لصناعة الألات الموسيقية، وبيع كل ادواتها الاحتياطية التقينا صاحب المحل عمرو ابو شامة، وهو عازف طبلة قديم يبيع جميع الآلات الموسيقية، قال لنا مع الأسف الشديد إن شارع محمد علي كان من أهم شوارع الفن، وفيه توجد الفرق الموسيقية والرقص الشعبي، وأي شخص لديه مناسبة يأتي للشارع لكي يجلب من هنا كل ما يلزم من المناسبة، سواء أكان (زواجا أم خطوبة أم حنة أم ختانا)، ولكن الآن أغلب أصحاب الحرفة، ذهبوا من هنا وباعوا محالهم، وأصبح أغلب المحال هي عبارة عن بيع الادوات الكهربائية، ولم يبقَ من الفرق الموسيقية سوى فرقة (حسب الله) وأغلب مؤسسيها توفوا، ولكن هي الباقية
الوحيدة.
المصمم الفرنسي {هاوسمان}
• هل يرتاد الشارع محبو الموسيقى من السائحين الاجانب؟
- نعم هناك الكثير يأتي هنا ويتوقع أن الشارع مليء بالحفلات والموسيقى الرنانة، ولكن يصطدم بالواقع، واغلب الذين يأتون يرغبون بشراء الالات الموسيقية وخاصة (العود والمزمار وبعض الادوات الاحتياطية لعدد من الآلات الاخرى)، وكذلك المصريون متعودون يأتون لشارع محمد علي لكي يتبضعوا منه آلاتهم الموسيقية . خرجت من الشارع وأنا اتذكر فيلم (شارع الحب)، الذي مثل بطولته الفنان عبد الحليم حافظ، ومسرحية شارع محمد علي، التي مثلها فريد شوقي وغيرها من الأعمال الدرامية المصرية، التي وثّقت هذا الشارع وعرفتنا به، وأصبح من الشوارع المصرية، التي لا نشعر بالغربة فيها، مثل شارع الهرم وغيره تركت الشارع، بعد ان اشتريت ما احتاجه (لأورج) ابنتي التي تعشق الموسيقى، على أمل أن أعود مرة اخرى ليكون هذا الشارع أجمل وابهى
بقية أن نعرف أن تسمية شارع "محمد علي" بهذا الاسم يعود نسبة إلى محمد علي باشا، مؤسس مصر الحديثة، حيث أشار البعض إلى أنه بدأ التفكير في إنشاء الشارع فى عهد محمد علي باشا عام 1846م، ليكون على غرار شارع "ريفولي" في باريس، ولتحقيق ذلك، انتدب الخديوي إسماعيل المصمم الفرنسي "هاوسمان"، الذي خطط مدينة باريس ليخطط القاهرة
الخديوية.