السيمفونية العراقيَّة تعزف موسيقى الأفلام في حدائق الصيد

الصفحة الاخيرة 2022/07/06
...

 بغداد : الصباح
كسرت الفرقة السيمفونية الوطنية العراقية قاعدة تقديم حفلاتها داخل القاعات والمسارح، لتخرج إلى الهواء الطلق وتقدم المقطوعات الموسيقية أمام الجمهور مباشرة، في حدائق نادي الصيد العراقي، بحفلها الذي أقيم يوم الأربعاء الماضي، بقيادة المايسترو محمد أمين عزت، وحضره جمهور كبير جداً من عشاق الموسيقى.
إلى جانب حضور عدد من المسؤولين والضيوف ومنهم وكيل وزير الثقافة والسياحة والآثار الإعلامي عماد جاسم، ومستشار وزارة الثقافة جبار الشويلي، إضافة إلى الشخصيات الثقافية والفنية، وجاء الحفل بدعم من صندوق المبادرات المجتمعية "تمكين" وبرعاية وزارة الثقافة.
وتضمن الحفل تقديم مجموعة منتقاة من موسيقى الأفلام التي حققت شهرة عالمية وحازت على العديد من الجوائز العالمية مثل موسيقى:" سوبر مان، بات مان، جيمس بوند، العراب، قراصنة البحر الكاريبي، وتايتل رأفت الهجان للموسيقار عمار الشريعي، والابتسامة الساحرة للمؤلف الموسيقي العراقي علي العزاوي، وكذلك اشترك عدد من عازفي الآلات الشرقية ومنهم عازف العود علي حسن وعازف القانون عبد المنعم وعازف السنطور عباس حميد، وحظيت المقطوعات الموسيقية باهتمام الجمهور وتفاعلهم.
وتحدث المايسترو علي خصاف لـ "الصباح" والذي تم تكريمه بالحفل عن مجمل إنجازاته مع السيمفونية العراقية وقال "ما قدمته الفرقة السيمفونية يدعونا كموسيقيين إلى أن نفتخر بهم، وما قدمته بحفلها هذا يعد بارقة ثقافية مشرقة، رغم الظروف الصعبة التي تحيط بالعراق والعالم، ولمست استمتاع الجمهور واحترامهم لأعضاء الفرقة السيمفونية وهم يقدمون حفلهم هذه المرة بالهواء الطلق، وعزفهم لموسيقى أهم الأفلام العالمية ولأهم المؤلفين العالميين".
الجدير بالذكر أن المايسترو محمد أمين عزت كان مريضاً ومصاباً بالانفلونزا، وتحامل على نفسه رغم الإعياء الشديد الذي ظهر على محياه، إلا أنه واصل قيادته للسيمفونية حتى نهاية الحفل، احتراماً للجمهور الكبير الذي حضر الحفل.
وواصل خصاف حديثه قائلا "هي رسالة من قلب بغداد، مفادها أن بغداد ليست أسوأ عاصمة للعيش مثلما يشاع، ما قدم اليوم هو حدث مشرق، لكن للأسف الإعلام العربي والعالمي لا يسلط الضوء على الجوانب المشرقة بالعراق". 
مؤكداً "أنا أقول أن بغداد أفضل مدينة للعيش".
وعزز هذا الرأي عريف الحفل الإعلامي حيدر النعيمي، الذي أشار إلى أن مشهد السيمفونية العراقية وهذا الجمهور الكبير الذي يقدر بألفي شخص ويستمع إليها بطابع حضاري وبإنصات عالٍ، وهي تقدم الروائع العالمية من الموسيقى، تدحض افتراء من يقول أن بغداد أسوأ مدينة للعيش". وأسهم وكيل وزير الثقافة والسياحة والآثار الإعلامي عماد جاسم، بتوزيع الهدايا بين بعض العازفين، وقال "استمتعنا بروعة الأعمال الكلاسيكية التي قدمتها الفرقة السيمفونية مع التنويعات الجميلة لأغاني عبد الحليم حافظ، مؤكدا استمرار العمل في وزارة الثقافة على تقديم حفلات نوعية في الأندية الاجتماعية والمواقع السياحية والأثرية لتأكيد اللون المدني والمتحضر لبغدادنا".
أجمع عدد من الضيوف الذين حضروا الحفل على أهمية استمرار السيمفونية العراقية بتقديم حفلاتها أمام الجمهور في الساحات العامة والحدائق لإشاعة الثقافة الموسيقية وبث الحياة والأمل في نفوس المجتمع والتي بدورها تزيد من ذائقتهم الموسيقية، وبهذا الشأن أكد المايسترو علي خصاف "يجب أن تنزل السيمفونية إلى الجمهور ولا تقتصر حفلاتها على الجمهور النخبوي، إنما الجمهور الذي يضم شرائح مختلفة من المجتمع".
وأشار إلى تجربة مهمة سبق أن قدمها مع الفرقة السيمفونية العراقية، عندما قدموا حفلا موسيقيا تحت نصب الحرية، وفي ظروف صعبة جدا، عندما كانت عصابات داعش تحتل بعض المناطق العراقية، وقد وصفه بالحفل الرائع ومن التجارب التي يعتز بها، وقد انبهر العالم بهذه الفعالية. لكنه أشار إلى بعض الصعوبات التي يجب أن تذلل من أجل أن تستمر السيمفونية بتقديم حفلاتها بالهواء الطلق وأمام الجمهور، بتقديم الدعم لأعضاء الفرقة التي تحتاج إلى تمرين وبروفات وزي.. 
الخ.