هناء العبودي
أقام قسم الدراسات اللغوية والترجمية بالتعاون مع دار ثقافة الأطفال - وزارة الثقافة جلسة حوارية بعنوان "إشكالية ترجمة الاختلاف الثقافي في أدب الطفل" في قاعة الندوات في بيت الحكمة.
الجلسة التي كانت برعاية رئيس المجمع العلمي العراقي ورئيس مجلس أمناء بيت الحكمة الدكتور محمد حسين آل ياسين
ترأسها رئيس قسم الدراسات اللغوية والترجمية الدكتور رضا كامل الموسوي وشارك في الحوار مع باحثين من مراكز عراقية ودولية مختلفة.
وتناولت أستاذة أدب الأطفال في الجامعة المستنصرية الدكتورة طاهرة داخل عبر حديثها في الجلسة دراسات أدب الطفل، وقالت إن "الدراسات في هذا الشأن محدودة جداً كعلاقة الطفل بالبيئة والمحيط وعلاقته بالإبداع وأيضا بالتفسير النفسي للحلم وعلاقته بأدب الأطفال والخرافة وعلاقة المرأة والشباك والباب بأدب الأطفال".
كما وركزت داخل على باحثين يشار لهم بالبنان وتحدثت عن أول من كتب أدب الطفل في العراق الأستاذ الدكتور هادي نعمان الهيتي عن طريق صحافة الطفل، وكان البوابة الأولى للكتابة عن هذا الأدب في العراق من عام 1922- 1979، فضلاً عن ترجمته لنصوص غربية أسهمت في إغناء هذا المجال، وجاء بعده الدكتور جعفر صادق رحمة، وهو كاتب قصص أطفال من الدرجة الأولى، بل هو من أهم المدارس في كتابتها في البلاد.
وأشارت داخل إلى أن قضية أدب الأطفال لا تقتصر على الرواد فقط، لذلك فتحت بوابة كتابة أدب الأطفال في كلية التربية الأساسية بأربع دراسات مهمة، فضلاً عن دور المرأة وصورتها في الحكاية الشعبية، والقصص في أدب الأطفال كالدينية والعلمية والتاريخية.
وأكدت داخل أن أدب الأطفال لا يُدرس في عموم الجامعات على الرغم من أنه من فروع الأدب الحديث، لأن "النظرة في هذه القضية متدنية ويعتبرونه من المسلمات وأنه قضية سهلة سواء في الكتابة للطفل أو الدراسات النقدية"، وفقاً
لتعبيرها.
وعالمياً، استندت البدايات التاريخية في أدب الطفل إلى ثلاثة مفاهيم رئيسة، الأول أنه بدأ شعراً لا نثراً، والمفهوم الثاني استند إلى الموروث الشعبي "التراث الشعبي"، أما المفهوم الثالث فقد استند إلى القصة الشعرية "الحكاية الشعرية" بمعنى سرد القصة عن طريق الحكاية الشعبية.
وعن تجربة الكتابة في أدب الأطفال في العراق، بحسب داخل، فإنها بدأت عام 1922 بشكل مختلف، إذ ظهرت أولا من خلال الصحف وهذا هو الاختلاف بينها وبين الكتابات الأخرى في الوطن العربي، وأول مجلة كانت "التلميذ العراقي" عام 1922 بعدها اختفت، وظهرت مجلات أخرى واختفت، حتى عام 1969 وظهور مجلة "مجلتي" التي تعد نقطة الانطلاقة الحقيقية في البلاد.
أما عن الشعر الحر والريادة فيه فتوضح داخل أنه بدأ في الأربعينيات على يد كل من الشاعرة نازك الملائكة والشاعر بدر شاكر السباب، فكانت هناك قصيدة مكتوبة في العدد الرابع من المجلة على صيغة الشعر الحر في وزن جميل وقوافٍ قصيرة.
وفي السبعينيات ظهرت مجلة "المزمار" التي ما زالت حتى يومنا هذا، أما عن فترة الثمانينيات فأشارت إلى أنها القفزة النوعية للكتابة عن أدب الأطفال في البلاد، فالكثير من قصص الأطفال كانت تطبع في سويسرا وألمانيا واليابان كما وظهر ما يسمى "بالسلسلة" مثل سلسلة الحكاية الشعبية، وسلسلة الخيال العلمي الخ.