هل يمكن للقاح الانفلونزا منع الإصابة بالزهايمر؟

منصة 2022/07/06
...

يحفز الجهاز المناعي لمهاجمة البروتينات ‏المتراكمة في الدماغ
 ستيفن راينبرج
 ترجمة: شيماء ميران
لربما يمكن لجرعة لقاح الانفلونزا السنويَّة أنْ تحميكَ ليس فقط من الإصابة بالانفلونزا، إذ يشير بحثٌ جديدٌ ‏الى أنَّه قد يقي من الإصابة من مرض الزهايمر أيضاً.
وفق الدراسة، على ما يبدو أنَّ من تلقى اللقاح مرَّة على الأقل طوال أربع سنوات يكون أقل عرضة ‏للإصابة بالزهايمر في تلك الفترة بنسبة تصل الى أربعين بالمئة.
يقول الدكتور افرام بوخبندر، المؤلف الرئيس والمقيم في قسم طب أعصاب الأطفال بمستشفى ‏ماساتشوستس العام في بوسطن: "لربما عن طريق الحماية من الإصابة أو تقليل شدة العدوى، تُخفف ‏الضرر الذي قد تسببه الانفلونزا على الدماغ، خصوصاً للأشخاص الذين تزيد أعمارهم على الخمسة وستين ‏عاماً، والجزء الأهم هو أنَّه ليس لقاح الانفلونزا فقط الذي يبدو أنَّ له خاصيَّة وقائيَّة على المصابين ‏بالزهايمر، بل هناك لقاحات أخرى يتلقاها البالغون مثل الكزاز والدفتيريا والمكورات الرئويَّة والحزام الناري قد ‏تقلل من خطورة الإصابة بالزهايمر، لكنها ليست بذات القوة التي توصلت إليها هذه الدراسة".
بالتأكيد، لم تثبت هذه الدراسة أنَّ لقاح الانفلونزا بحد ذاته يحمي الدماغ من الزهايمر، لكنَّ عدداً كبيراً ‏من المليون مشارك في الدراسة تقريباً، يقترب من إثبات تأثير اللقاح الوقائي.
وربما تلعب عوامل أخرى مثل نمط الحياة الصحي دوراً إضافياً، لكنَّ الباحثين حاولوا إزالة تأثير تلك ‏العوامل.
يظن بوخبندر أنَّ لقاح الانفلونزا يعمل على تغيير الجهاز المناعي ليكون قادراً على مهاجة البروتينات ‏المتراكمة بالدماغ والتي لها علاقة بالزهايمر، وتقتل الخلايا العصبيَّة حولها، ويقول: "ما نعتقد حدوثه هو أاَّن لقاح الانفلونزا ربما يغير الجهاز المناعي بطريقة لا يستجيب بها لبروتينات الزهايمر المضرة بالدماغ". ‏مضيفاً أنه قد تكون الحالة مشابهة أيضاً للقاح (كوفيد - ‏‎19‎)، والتي لم يتوصل إليها حتى الآن.‏
وأشاد دكتور بوخبندر بتوصية اللجنة الاستشاريَّة بشأن اللقاح مؤخراً المراكز الأميركيَّة لمكافحة الأمراض ‏والوقاية منها (‏CDC‏) بإعطاء الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على ‏‎65‎‏ عاماً أحد أقوى لقاحات الانفلونزا ‏المصممة للبالغين لمنحهم حماية أقوى.
موضحاً "لقد أوصت ‏CDC‏ رسمياً بلقاح الانفلونزا ذي القوة المضاعفة، والذي يبدو وقائياً أكثر ضد ‏الإصابة الفعليَّة، وهذا رائع". ‏
كما أنه متلهفٌ لرؤية دراسات في المستقبل حول ما إذا ستكون اللقاحات الأكثر قوة هي أكثر وقائيَّة ضد ‏مرض الزهايمر.‏
عندما كان بوخبندر طالباً في جامعة تكساس بهيوستن قام فريقه بمقارنة مخاطر الإصابة بالزهايمر بين ‏مليون شخص تقريباً من كبار السن الذين أصيبوا بالانفلونزا وعدد مماثل للذين لم يصابوا.
وخلال أربع سنوات من المتابعة، توصلوا الى أنَّ خمسة بالمئة تقريباً من الذين تلقوا لقاح الانفلونزا أصيبوا ‏بالزهايمر، مقارنة بتسعة بالمئة من غير الملقحين.‏
يقول بوخبندر: "أعتقد أنَّ هذا سببٌ مقنعٌ آخر للتلقيح ضد الانفلونزا. وهو غير مضمونٍ في منع الإصابة ‏بالزهايمر، لكنه يبدو فعلاً أنَّه إضافة الى طبيعة اللقاح".‏
راجعت هيذر سنايدر، نائب رئيس العلاقات الطبية والعلميَّة في جمعية الزهايمر، تلك الاكتشافات. ‏وتكهنت أنَّ الرابط الذي حدده الباحثون ربما يعود لخيارات نمط الحياة، مثلاً الأشخاص الذين أصيبوا ‏بالانفلونزا مبكراً ربما ينخرطون بسلوكيات صحيَّة أخرى من شأنها أنْ تقلل خطر الإصابة بالزهايمر والخرف.‏
وتوضح "تشير هذه الدراسة الحديثة الى أنَّ لقاح الانفلونزا ربما يكون مفيداً في الحفاظ على الإدراك والذاكرة ‏حين نتقدم بالسن".‏
وتشير الى أنَّه من المبكر جداً القول إنْ كان لقاح الانفلونزا بحدِّ ذاته يمكنه تقليل مخاطر الإصابة ‏بالزهايمر، فنحن بحاجة الى المزيد من البحوث والدراسات لمعرفة الآليات البيولوجيَّة خلف تلك النتائج.
تقول هيذر: "من الممكن أيضاً وجود موضوعات أخرى ترتبط بالوصول غير المتكافئ أو التردد بأخذ اللقاح ‏ما يؤثر في عدد المشاركين في الدراسة ونتائج البحث".‏
 
عن قناة يو أس نيوز الاخبارية