تعد النباتات الطبيّة سرَّاً من أسرار الطبيعة التي جادت بها على الإنسان.. فهي كنز متجدد من الثروات الربانيَّة لخدمة البشر، الى جانب كونها تمنحنا فرصة للتأمل في روعة هذا الكون .
وبسبب الحياة المعاصرة وتعدد أنماط التغذية، ظهرت الحاجة الى ايجاد بدائل طبيعيّة للأدوية والعقاقير الطبيّة، فكان التوجه نحو زيادة استخدام النباتات والأعشاب الطبية كمصدر مهم من مصادر صناعة تلك الأدوية التي لا تترك تأثيرات جانبيّة واضحة على الصحة العامة، عند مقارنتها مع الأدوية الاخرى التي تعتمد على مركّبات أخرى في إنتاجها .
هذه الاهمية اوجدت الحاجة الى زيادة الاهتمام بزراعة وخدمة وانتاج النباتات الطبية، حيث اعطت وزارة الزراعة المزيد من الاهتمام بهذا النوع من الزراعة بهدف الارتقاء بواقع زراعة النباتات الطبية وتشجيع الفلاحين والمزارعين على التوسع بزراعتها للإفادة من مردوداتها الاقتصادية المهمة .
ولكن هذه النباتات تحتاج الى ظروف بيئيّة ملائمة لكي تجود بانتاجها بصورة اقتصاديّة إذ تعتمد تلك الزراعة على ضروة اختيار التربة الملائمة لبذور النباتات الطبيّة التي تمتاز بصغر حجمها والذي يتطلب تربة جيدة وناعمة وخفيفة النسجة لضمان نسبة انبات عالية بعد انبات البذور، كما أن إجراء عمليات الخدمة من عزق وتعشيب بعد الانبات يؤدي الى الحصول على نباتات جيدة ولها القابليّة على الإنتاج .
وهناك العديد من الأنواع للنباتات الطبيّة مثل اليانسون، وحبة البركة، والبابونج، والكمون والتي تزرع لغرض الإفادة من أجزائها المختلفة التي تدخل في الصناعات الدوائيّة وحسب الجزء الفعّال في كل نبات.
ومن أجل تطوير زراعة النباتات والأعشاب الطبيّة ينبغي استمرار دعم الجهود البحثيّة والارشاديّة لايجاد أفضل النتائج التطبيقيّة ليتم تعميمها على الفلاحين والمزارعين، بعد حثهم على التوسع بمساحاتها المزروعة من خلال الأنشطة والفعاليات الإرشاديّة التي تهدف الى التعريف بطبيعة تلك النباتات واحتياجاتها البيئيّة.
وتتمثل تلك الأنشطة بإقامة حقول الايضاح وأيام الحقل والمشاهدات الميدانيّة التي تعزز الثقة مع شريحة الفلاحين والمزارعين وتضمن تطوير مهاراتهم في اتباع الأساليب الحديثة في الزراعة في ظل التحديات التي تواجهها زراعتنا العراقيّة والتي تتطلب ايجاد مصادر جديدة لتوفير الدخل المزرعي، وأهمية ذلك في تعزيز دور الزراعة في تحقيق الاستقرار الاقتصادي للبلد.
* وكيل رئيس مهندسين زراعيين