الكابتن ماجد

الرياضة 2022/07/22
...

حيدر كاظم
لعلَّ العديد من جيل التسعينيات شاهد بشغف كارتون الكابتن ماجد الذي أنتجته اليابان عام 1983، عبر 128 حلقة مشوقة كجزء أول، تناول فيها الكاتب (يوتشي تاكاهاشي) الحديث عن طموحات شاب كان يحلم أن يصل إلى العالمية وأن يقود منتخب الكومبيوتر إلى المونديال، لا سيما أنَّ فريق الساموراي حينها لم ينل شرف التواجد في كأس العالم بعد، واستطاع ماجد كامل (بالدبلجة العربية) أو تسوباسا (بالأصل)، أن يترجم موهبته في أرض الملعب بمساعدة المدرب البرازيلي (فواز)، وأن يتوّج في بطولة تلو الأخرى محلياً، بالتفوق على منافسه المباشر بسام، وبعدها نجح مع المنتخب الياباني تحت 17 عاماً بإحراز كأس العالم، ثم في بلوغ المسابقة الكبرى لفئة الوطني في الحلقات الأخرى، فظهر الكارتون وكان بمثابة رسالة أو الحافز الكبير للأجيال اللاحقة التي حققت المستحيل في جميع مفاصل الحياة وقادت بلادها إلى نهضة شاملة لتصبح اليابان متقدمة على الصعيد التعليمي والاقتصادي والصناعي والتكنولوجي، وكان للمجال الرياضي نصيب في ذلك، إذ تأهل الكومبيوتر لأول مرة إلى المحفل العالمي عام 1998 في نسخة فرنسا، ولم يغب إلى الآن عن المشاركة في البطولة الكبرى!.
اليابان لم تكتف في بلوغ المونديال بل قدمت نسخة مميزة عندما استضافت المسابقة عام 2002 بجانب كوريا الجنوبية، كما تصاعدت تطلعاتها كروياً من المشاركة إلى المنافسة لتنجح بالتواجد في الدور الثمن النهائي ضمن أفضل 16 منتخباً بالبطولة، في 3 نسخ أعوام 2002 و2010 و2018، كما تتزعم القارة حالياً كأكثر الفرق تتويجاً بلقب كأس الأمم الآسيوية، بواقع 4 مرات أعوام 1992 و2000 و2004 و2011، كل هذا جاء بالتخطيط المثالي، الذي بدأ بمسلسل كارتوني تنبأ بنجاحات الكرة اليابانية، وطموحات الفتى ماجد الذي كان ملهماً للصغار. ولذلك التجربة اليابانية يجب أن تدرَّس في العراق لتكون الانطلاقة الحقيقية لرياضتنا عموماً بعد مسلسل من الإخفاقات بالنسبة لكرتنا التي غابت عن المونديال منذ عام 1986 مكتفية بمشاركة يتيمة، والكلام أيضاً يخص الدورات الأولمبية التي ننظر لها بعين التواجد في فعالياتها فقط، وبالتالي الخطة التطويرية تتطلب تعاون الجميع من أعلى سلطة في الحكومة ومروراً بمؤسساتنا الرياضية والاتحادات بغية البدء بمشروع البطل الأولمبي على أرض الواقع، ولأجل هذا نحتاج أيضاً إلى مبدعي الفن من مخرجين ومنتجين وكتاب، الذين عليهم أن يقدموا نماذج مشابهة للكارتون الياباني أو قصصاً رياضية أخرى محفزة للطاقات الشابة، عبر مسلسلات تلفزيونية أو أفلام طويلة كانت أم قصيرة، لبث روح المنافسة والعزيمة للجيل الحالي واللاحق، بما يسهم في صناعة واكتشاف مواهب كالكابتن ماجد، من أجل تحقيق حلم جماهيرنا بالوصول إلى كأس العالم كخطوة أولى وضمان التألق في بقية الألعاب والميادين 
مستقبلاً.