بغداد: مهند عبد الوهاب
بَعد جولات من التفاوض وأيام من التصريحات شبه المتفائلة بحل عقدة استكمال الاستحقاقات الدستورية والمضي قدماً بانتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل الحكومة المرتقبة؛ عادت هواجس وأجواء الانسداد السياسي لتخيّم على المشهد من جديد، فالإطار التنسيقي ينتظر اتفاق الحزبين الكرديين، بينما ذكر سياسي مخضرم أن لا اتفاق كردياً – كردياً لغاية الآن على مرشح لمنصب رئيس الجمهورية.
وقال عضو مجلس النواب عن كتلة المستقلين، ياسر اسكندر، في حديث لـ"الصباح": إن " كتلة المستقلين المكونة من 12 نائباً لن تدخل في تشكيل الحكومة إذا لم يشترك بها التيار الصدري، لأنه يعتبر ركناً أساسياً في تشكيل الحكومة "، وأضاف، أن "الاعتداء التركي على الأراضي العراقية أثر سلباً في المشهد وزاد من صعوبة ظروف الانسداد السياسي وأخر تشكيل الحكومة".
من جانبه، بين المحلل السياسي، الدكتور طالب محمد كريم، في حديث لـ"الصباح"، أن "هذه المرحلة التي يمر بها العراق بالتحديد؛ هي من أصعب المراحل السياسية، بسبب عدم التوافق بشأن أي مخرج يؤدي إلى تشكيل الحكومة".
وأضاف أن "الأزمة ما زالت سارية عند الحزبين الكرديين، كما هي موجودة عند الإطار الشيعي"، وتابع: أنه "قد يكون الموضوع عند الإطار أسهل مما يدور بين الكرد، فالاتحاد الوطني ثابت على موقفه من مرشحه، كما أن الحزب الديمقراطي ما زال مصراً على أن يكون منصب رئاسة الجمهورية لهم، وهكذا فأن الوقت ينفد أمام الاستحقاقات الجماهيرية والشعبية، لا سيما إذا ما عرفنا أن دور الحكومة المقبلة هو معالجة الملفات الشائكة وتقديم الخدمات للمواطن العراقي".
وبين كريم أن "الوضع لا يتحمل أكثر من ذلك، لذلك هذه النتيجة تفرض على الواقع أن يكون هناك ضغط سياسي من الكتل والأحزاب السياسية ومجلس النواب فضلاً عن الضغط الجماهيري والوجاهي للمجتمع العراقي".
في سياق متصل، كشف السياسي الكردي المخضرم، محمود عثمان، في حديث صحفي عن أنه "حتى الآن لا يوجد أي اتفاق كردي – كردي على مرشح رئاسة الجمهورية، والخلاف ما زال قائماً بين الحزبين الكرديين الرئيسين الديمقراطي والاتحاد الوطني". وبين أن "الحوارات مستمرة بين الحزبين الكرديين الرئيسين الديمقراطي والاتحاد الوطني، لكنها لم تنتج عن أي اتفاق حتى الساعة"، مضيفاً أن "الأسبوع الحالي سيكون حاسماً لوصول الكرد إلى اتفاق بشأن مرشح واحد لرئاسة الجمهورية أو فشل المفاوضات ويكون الذهاب بأكثر من مرشح للكرد لجلسة انتخاب الرئيس الجديد". إلى ذلك، قال المحلل السياسي، هاشم الحبوبي: إن "أمام الإطار التنسيقي مهمة صعبة جداً في وضع البرنامج الحكومي واختيار رئيس الحكومة، لكونه الكتلة الأكثر عدداً"، مبيناً أن "المرحلة المقبلة من أعقد المراحل وبحاجة إلى حكومة قوية بعيدة عن التأثير الداخلي والخارجي".
تحرير: محمد الأنصاري