بغداد: نوارة محمد
ولدت براء البياتي في بغداد وحصلت على بكالوريوس قسم الهندسة، لكن رغبتها في الغوص بين عوالم الكُتب دفعتها لاختيار مهنة بيع الكتب، لتصبح الفتاة الكُتبية الأولى في شارع المتنبي، الشارع الذي يمزج الهويات والأفكار والثقافات.
تقول البياتي: "وُلدت شغوفة بسحر الكتب والمكتبات، فثمة ضياع مختلف بين أغلفتها، لكن الخوف الذي يراود الكثيرات من الدخول لعوالم الكتب والصحافة والإعلام –لا سيما أن نشأتي مأسورة بين طفولة قاسية ومراهقة تصارع الخوف وتواجه العناصر المسلحة ورفض الأهالي* بات عائقاً وربما كان سبب اختياري كلية الهندسة، وأنا كما الكثير من أبناء جيلي أدركت بعد التخرج أن انتظار الوظيفة ليس سوى قتل للأحلام في عراق ما بعد 2006، فاخترت المكتبة عنواناً لسنواتي المقبلة". وتُضيف: عدا هذا وذاك حظيت بجو عائلي ملائم لهذا الشغف، إذ كانوا أشد الداعمين لي، فمنذ طفولتي وأنا أشارك في المهرجانات الخطابية ككاتبة. لذا أظن أن الأبناء هم زرع الآباء. البياتي التي بدأت رحلتها مع دار سطور كبائعة للكتب ومروجة الكترونية للمؤلفات وكُتابها، قادتها هذه الخطوة للوقوف على ناصية في شارع المتنبي لتنشئ بعد ذلك مشروعها الخاص "دار براء للنشر والتوزيع"، كما تقول إن "هذه تجربة تخللتها الكثير من المصاعب، إذ بدأت كمروجة للمطبوعات والمؤلفين لشدة إدماني على الكتب والمكتبات". كانت البياتي تقف متجردة من كل مخاوفها بين الطرقات وفي شارع تزدحم فيه الخطوات، الشارع الذي يشكل فيه الشُبان الغالبية من رواده، حيث النظرات المستغربة تكاد تحيطني من كل جهة، "لكن هذا لن يستمر طويلاً، فبعد ذلك كسرت النمطية، وبدأت أقرب للشارع أو ربما الفتاة التي يعرفها الجميع كأول من امتهنت بيع الكتب هُنا"، وفقاً لتعبيرها.
الكاتبة التي نالت إعجاب الكثيرين منذ أن أسهمت بشيوع ظاهرة اندماج الفتيات في تلك الأمكنة التي لا ينتمين لها، حصلت مؤخراً على جائزة "ماكس هيرمان" الألمانية التي وصفتها بالشابة الأولى العراقية التي تفوز بالجائزة.